تواصل الجزائر جهودها السياسية من أجل الحصول على الدعم الكامل للظفر بالعضوية على مستوى منظمة البريكس الإقتصادية ، و التي لم تعد تفصلنا عن انعقاد قمتها إلا القليل ، و المقرر إجراء فعالياتها في عاصمة جنوب إفريقيا جوهانسبرج.
و كان آخر تسلسل لهذه الجهود ، لقاءٌ جمع وزير المالية لعزيز فايد وسفير الهند بالجزائر غوراف أهوالي ، يوم الأربعاء الماضي ، تم عقده بالجزائر العاصمة ، و الذي كان فرصة للسيد فايد للتطرق إلى طلب الجزائر الانضمام الى بنك التنمية الجديد و هو هيئة مالية اسستها مجموعة بريكس ، حسب ما ورد في بيان وزارة المالية .
و صرح السيد فايد لضيفه ان الجزائر “تعتمد على دعم الهند لتحقيق هذا الانضمام انطلاقا من مبدأ لطالما ميز العلاقات الثنائية و هو الدعم المشترك على مستوى الهيئات متعددة الجوانب”.
كما استغل السيد فايد فرصة هذا الاجتماع للعودة إلى الطلب الذي أعربت عنه الجزائر لعضويتها في بنك التنمية الجديد (NDB) ، وهو مؤسسة مالية أنشأتها دول البريكس ، موضحا أن الجزائر كانت تعول على “دعم” الهند لـ “تجسيد دؤوب لهذه العضوية ، وذلك وفقًا للتقاليد التي لطالما تميزت بالعلاقات الثنائية من حيث الدعم المتبادل على المستوى”. من الهيئات المتعددة الأطراف “.
و جاء هذا اللقاء في أعقاب الجولة المكوكية التي قام بها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون ، و التي قادته إلى موسكو و پكين ثم إلى إسطنبول ، تحصل من خلالها على الدعم الكامل من أثقل عضوين في منظمة الإقتصادات الناشئة ” بريكس ” و هما الصين الشعبية و فدرالية روسيا .
توسع بريكس: البرازيل مترددة ، والجزائر تعتمد على الهند
و في سياق ذي صلة ، و من المرجح أن يصطدم طموح الجزائر في الدخول إلى هذا التنظيم الإقتصادي ببعض العقبات ، بدءا من محاولة بعض الدول المنافسة للجزائر من عرقلتها و مزاحمتها في هذا الطموح ، إلى إحجام البرازيل ، التي لم تحرص بعد على فكرة دمج أعضاء آخرين ، تقدمت لها أكثر من عشرين دولة.
فبحسب خبراء متابعين للشأن الإقتصادي العالمي ، فإن الحكومة البرازيلية ستجادل خلال عقد القمة بأن “أي توسع” في منظمة ” بريكس “يجب أن يكون تدريجيًا”. كما تريد البرازيل “الحفاظ على التوازن الإقليمي والاحتفاظ بأدوار بارزة للأعضاء الخمسة الدائمين” .
و أفاد أحد المسؤولين البرازيليين لرويترز دون أن يفصح عن هويته بأنه يمكن قبول أعضاء جدد كدول شريكة تشارك في القمم دون أن يصبحوا أعضاء كاملين ، كما هو الحال في المنظمات الدولية الأخرى.
و بالمقابل ، قال أوليفر ستوينكل ، مراقب بريكس وأستاذ في مؤسسة Getulio Vargas في ساو باولو ، إن إندونيسيا مرشح قوي للانضمام إلى مجموعة البريكس نظرًا لقوتها الإقليمية ودورها المتنامي في الاقتصاد ، مضيفا ” من شأن تضمين إيران أو فنزويلا أو المملكة العربية السعودية أن يغير ديناميكيات المجموعة ويجعل من الصعب على دول مثل البرازيل الحفاظ على نفوذها”، و لم يأت في تصريحه على ذكر الجزائر .
هل تواصل الجزائر خطاها نحو البرازيل لكسب دعمها ؟
و على أساس ما تم ذكره ، و حسب مراقبون ، لا يستبعد الكثير منهم من أن تقترب الجزائر من البرازيل من أجل حصولها على الدعم لتعزيز حضوضها في كسب هذه العضوية ، هذه الأخيرة التي تجعل شرط الإنضمام هي إستيفاء معايير القبول .
للإشارة فإن البرازيل و جوهانزبورغ ، و حسب تصريحات مسؤوليها ، ترفضان التوسع في المنضمة ، حيث قال رئيس جنوب افريقيا سيريل رامافوزا ان “صيغة التوسيع تتطلب مزيدا من الدراسة والتفهم”.
روسيا ترد على البرازيل بشأن التوسع في مجموعة البريكس
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين يوم الخميس الماضي ، ” بالطبع نعتقد أنه بشكل أو بآخر، توسيع مجموعة بريكس سيساهم في زيادة تطوير وتعزيز هذه المنظمة”.
وجاء ذلك تعليقا على تصريح أدلى به رئيس البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا قال فيه إن “من المهم للغاية” للسعودية الانضمام إلى مجموعة دول بريكس بالإضافة إلى الأرجنتين والإمارات إذا رغبتا في ذلك.
وقال بيسكوف إن روسيا لها علاقات بناءة مع الدول الثلاث لكن “لا نعتقد أننا بحاجة لاستباق الأحداث” فيما يتعلق بدول بعينها مرشحة للانضمام قبل مناقشة المسألة في قمة بريكس التي تعقد في جنوب أفريقيا بين 22 و24 أوت الجاري .
و للذكر ، فإن روسيا و منذ عزلتها على الساحة الدولية و منذ هجومها على أوكرانيا ، و التي تبحث عن الدعم ، هي أول دولة تعبر عن نفسها بشكل صريح لصالح توسع بريكس ، في حين أن بكين ، حريصة على توسيع نفوذها لموازنة الولايات المتحدة ، و هي تؤيد أيضًا من هذا التوسيع ، هو الذي يشكل مساعدة للجزائر في ظل دعم هذين البلدين الصريح و القوي لبلوغ طموحها الرامي إلى ولوج عالم البريكس .
خديجة والي