شهدت صناعة الأحذية قبل فترة التسعينات مرحلة من الإزدهار لم يعاني او يـشتكي منها المواطن الجزائري لا من حيث ندرتها و لا حتى من حيث جودتها ، و جاءت بعدها مرحلة ما بعد التسعينات أين تم القضاء تدريجيا على ورشات الخياطة و المدابغ التي كانت تسترجع الجلود و هذا بعد فتح باب الإستيراد على مصرعيه أغلـِقَت على إثره معظم المصانع العمومية التي كانت رائدة في مجال تصنيع الأحذية و المواد الجلدية حققت به إكتفاء ذاتيا .
و لقد علّق “جابر بن سديرة ” رئيس منظمة التجارة و الإستثمار الإجتماعي عبر مكالمة هاتفية للـوطني money على استفسارنا حول سبب المشاكل التي لايزال يتخبط فيها مصنعوا الأحذية و المواد الجلدية رغم غلق باب الإستيراد للمواد التي تصنع محليا و هذا من أجل مساعدة هذه الورشات على إعادة بعثها بعد فترة الـركود الـتـي شهدتها طيلـة الـعشريـن سنة الـمـاضـيـة .
و قال مُحدثنا أنه في الفترة الأخيرة كانت الحكومة قد أغلقت مجال الإستيراد لمختلف المنتجات سواء الواسعة الاستهلاك او المواد الكمالية ، فكانت فرصة سانحة أمام اصحاب الورشات من أجل استعادت أنفاسهم و الإنطلاق مجددا ، و لكن للأسف قابل هذا القرار الوقف الجزئي لإستراد المواد الأولية ، مما شكّل صعوبة في إقتناء المواد الأولية مع ارتفاع اسعارها بسبب ندرتها و التي وصلت إلى الضعفين نتج عنه توقف معظم الورشات المصنعة للأحذية .
غياب المرافقة أفشلت أهداف قرار منع استيراد المواد التي تصنع مـحليا و ضيعت فرصة إستغلال هذا القرار
و أوضح رئيس المنظمة ذاتها أنه كان على المصالح المعنية و التي اصدرت قرار منع الإستيراد منذ مدة غير بعيدة ان ترافـق أصحاب الورشات الصناعية و تهيئ لها المناخ الإستثماري في هذا المجال سواء من حيث التمكن من المواد الأولية او حتى من حيث الحصول على العقار الصناعي ، و في حقيقة الامر لقد تم إصدار قانون الاستثمار و لكن باقي تفاصيل الإجراءات و النصوص التنظيمبة لم تجسد لحد الآن خاصة عدم تفعيل لجان الاستثمار على المستوى المحلي لحد الساعة .
و أضاف بن سديرة أن المرحلة الحالية شهدت رفعا جزئيا على الحجر في استيراد المواد المتعلقة بقطاع الجلود و هذا لضمان التمويل في إنتظار تجسيد بعض الإقتراحات .
منظمة التجارة و الاستثمار الإجتماعي قدمت إقتراحات ننتظر تجسيدها
و لقد قدمنا عدة إقتراحات و شاركنا في صياغـة العديد من القرارت عن طريق مشاركتنا في عديد الورشات مع الوزارات المعنية من أجل إنتعاش هذا القطاع ، و التي تتطلب منا تظافر الجهـود و الوقت من أجل تجسيدها في أرض الميدان لإنجاز صناعة حقيقية و مستدامة قادرة على تلبية السوق المحلي و الولوج إلى الأسواق الإفريقية ، حيث تم إقتراح إنشاء مناطق صناعية متخصصة ، تم إقتراح أيضا استحداث تخصصات جديدة تتماشى و متطلبات العصر في قطاع التكوين و كذا اقتراح إنشاء سوق للجملة متخصص في هذا المجال ، مشروع بازار دزاير و مقترحات أخرى بخصوص التصدير و التسويق .
خديجة والي
