يناشد سكان القطب العمراني الشهيد أحمد زبانة ، الجهات المسؤولة ،من أجل التدخل لمعالجة مشكل التسربات المائية المتعددة التي طالت عدة مواقع بالقطب العمراني، على مستوى أماكن متفرقة ،كما هو الحال في الموقع 2000 إيلو 15 ، أين أظهر أحد السكان في مقاطع فيديو عبر وسائل التواصل الإجتماعي كمية المياه الضائعة ، بسبب إنفجار أحد القنوات الناقلة للمياه ، و نفس المشكل مطروح بالموقع “أزاد فيل” إيلو 04 ، و أماكن أخرى ، فيما مر على هذا المشكل فترة طويلة دون أن يتم معالجته بصفة نهائية ، أين يتم تسويته بشكل مؤقت لتعود التسربات من جديد ،بعد فترة وجيزة من إصلاحها بالاعتماد على سياسة البريكولاج.
غياب دور الجهات المعنية لإصلاح الوضع
يحدث هذا ،بالرغم من تواصلهم مع عدة جهات ،على غرار شركة سيور و شركة عدل لإبلاغهم عن هذا المشكل و لضرورة إعادة إصلاح القنوات الناقلة للمياه ، إلا أنه من دون جدوى ، ما أثار سخط السكان و زاد من قلقهم ، مبدين تخوفهم من تفاقم الوضع إلى الأسوأ ، لاسيما و أن بعض التسربات باتت تتغلغل داخل قبو العمارات ، مما بات الوضع ينبئ بكارثة حقيقية و خطر على السكان .
فقد أعرب سكان مواقع القطب العمراني عن إستيائهم الكبير من التسربات المائية التي طالت مواقعهم دون إيجاد حلول لها في ظل غياب دور الجهات المعنية ، ما جعلهم يستغربون من دور السلطات المسؤولة التي باتت تتقاعس في أداء أشغالها و تؤجل الأمور الإستعجالية إلى وقت غير معلوم ،إلى أن تقع كارثة حقيقية ، و من جهة أخرى ،بات السكان متحسرين على ضياع هذه الكميات الكبيرة من المياه ، التي باتت تهدر بلا فائدة ، في الوقت الذي تعاني فيه بعض الأحياء أزمة مياه و إنقطاعات متكررة لها ، و التي تتسبب في شح حنفياتهم لعدة أيام ، لأسباب تتعلق بالصيانة حسبما تبرره مؤسسة سيور في كل مرة.
المشكل أحد الأسباب الرئيسية في الإنقطاعات المتكررة
هذا ،و قد أشار السكان إلى مشكل الإنقطاعات المتكررة للمياه الذي يعيشونه في كل مرة ، مرجعين السبب الرئيسي في هذا المشكل إلى التسربات المائية المتعددة التي تشهدها مواقع القطب العمراني و التي لا يتم معالجتها ، مما تتسبب في حرمان السكان من وصول الإمدادات المائية إليها بشكل جيد و صعوبة التزود بالمياه الصالحة للشرب لاسيما بالنسبة للطوابق العليا التي يلزمها طاقة كبيرة للمياه للوصول إلى هذه الطوابق ، حيث أشار السكان إلى أن الكمية الكبيرة للمياه باتت تهدر في تسربها و تحرم الساكنة من التموين بشبكة المياه لقضاء حاجياتهم اليومية.
و هو ما جعلهم يفتقرون لهذه المادة الحيوية في العديد من المرات ، أين تشح حنفياتهم كليا من الماء لفترات طويلة ، الأمر الذي أثار إنزعاجهم و زاد من متاعبهم ، لاسيما خلال هذه الأونة التي يسجل فيها ارتفاع كبير لدرجة الحرارة ، ما يجعل السكان بحاجة ملحة لاستهلاك كميات كبيرة من المياه و إستعمالها لقضاء أغراضهم اليومية و التخفيف من معاناة الحر التي يعيشونها في ظل غياب الماء و التذبذب في التزود به ، الأمر الذي نغص عليهم عيشهم و جعلهم يحرمون من أبسط ضروريات الحياة ، جراء الإنقطاعات المتكررة للمياه التي تشهدها المواقع في كل مرة و لفترات تقارب أحيانا أسبوعا ، ما جعلهم يسأمون من استمرار الوضع على هذه الحالة الكارثية و تفاقمه إلى الأسوء
مخاوف من تغلل المياه داخل الأرضيات و أقبية العمارات
و من جهة أخرى فقد أبدى السكان تخوفهم من مشكل اهتراء الأرضيات، في حال ما إذا دامت التسربات لفترة طويلة ، مما يؤدي إلى تأكلها و تحفرها بفعل التسرب الطويل الأمد للمياه ، هذا بعدما أضحت المياه تغلل داخل الأرضيات و داخل أقبية العمارات ، ما يشكل خطورة على السكان لاسيما أصحاب الطوابق السفلى ، ناهيك عن اختلاطها بالأتربة مشكلة أوحالا و بحيرات مائية يصعب النفاذ منها ، ما زاد من تشويه منظر القطب العمراني و الإساءة إليه ، ما زاد من حدة معاناة الساكنة و تخوفهم من تفاقم الأوضاع إلى ما لا يحمد عقباه في ظل غياب الحلول.
أرقام مضخمة مقابل خدمات متدنية
و ما زاد الطين بلة فواتير المياه ، حيث تفاجأ معظم سكان مواقع القطب العمراني من فاتورة المياه التي قاموا باستلامها مؤخرا لاحتوائها على أرقام مضخمة وغير معقولة أمام أزمة المياه التي يشهدها القطب و الإنقطاعات المتكررة التي باتت تلاحق السكان في كل مرة ، الأمر الذي أثار استغراب وحفيظة العديد من السكان من المبلغ المالي المضخم الذي حدد في الفاتورة ، مشيرين إلى أنه بات غير مناسبا أمام استهلاكهم الضئيل للمياه ، نظرا لكثرة الإنقطاعات التي يعيشونها في الكثير من الأحيان و قلة تزويدهم بشبكة المياه ، حيث بات الحي يتزود بالمياه مرات قليلة في الأسبوع و لسويعات غير كافية حتى لملئ الخزانات ، ما جعلهم يتساءلون عن مصدر هذا المبلغ أمام استهلاكهم النادر للمياه ، في الوقت الذي تشهد فيه العديد من الأماكن تسربات للمياه أثناء عملية التزويد بشبكة المياه ، مما تؤثر سلبا على عدادات الماء و هو ما بات يتسبب في تضخم الفاتورة ، حيث أشاروا إلى أنهم غير مسؤولين عن هذه التسربات التي باتوا يتحملون أعبائها في تسديد فواتير مضخمة .
التخفيف من الأزمة مرهون بإصلاح التسربات المائية
حيث أبدى السكان مللهم الكبير من هذه الإنقطاعات التي باتت تبررها شركة “سيور” بأشغال الصيانة و الإصلاح ، فيما باتت هذه التبريرات واهية و غير مقنعة في نظرهم ، في الوقت الذي باتت فيه هذه المياه تهدر بلا فائدة و بكميات كبيرة أمام أعينهم ، مما باتوا مجبرين على التنقل وقطع مسافات طويلة في عز هذا الحر بحثا عن قطرة ماء و الاستنجاد بالصهاريج المتنقلة لملء خزاناتهم بمبالغ مضاعفة ،من أجل قضاء حاجياتهم اليومية ، الأمر الذي زاد من متاعبهم و أثقل كاهلهم من مصاريف زائدة هم في غنى عنها ، معربين عن تذمرهم إزاء الوضع الذي يعيشونه في ظل غياب أدنى متطلبات الحياة ، مشيرين إلى أنه لو يتم إصلاح هذه التسربات المائية سيساهم بشكل كبير في التخفيف من أزمة المياه و تموين الساكنة بها بشكل طبيعي دون إنقطاعات ، الأمر الذي يستدعي التدخل الفوري لإصلاح القنوات الناقلة للمياه و تحويل هذه المياه إلى الأحياء التي هي بحاجة لها ، عوض أن تهدر و تتسرب بلا فائدة.
الأمر الذي جعلهم ينددون ، من أجل تسوية الوضعية الكارثية التي يعيشونها في ظل هذه الأوضاع و وسط أزمة المياه و الإنقطاعات المتكررة لها و التي أرقت حياتهم ، حيث أنهم نفذ صبرهم بعد تكبدهم العيش في ظلها في صمت منذ عدة سنوات.
و في هذا الصدد ، يوجه سكان القطب العمراني نداءاتهم المتكررة إلى الجهات المعنية و على رأسها شركة “سيور”، من أجل الالتفاتة إلى انشغالهم المطروح ، فيما يتعلق بمعالجة التسربات المائية ، و إعادة النظر في برنامج توزيع المياه لاسيما خلال هذا الموسم ، أين يكثر الطلب على استهلاك هذه المادة الحيوية.
ح/م