رحلة بحث شاقة بات يخوضها العديد من المرضى بوهران يوميا ،من أجل البحث عن أنواع محددة من الأدوية التي غابت عن الأسواق منذ فترة ، سواءا الأصلية منها أو الجنيسة ، ما زاد من معاناتهم و متاعبهم ، فيما باتت تشهد مؤخرا الصيدليات نقصا حادا في أنواع من الأدوية العلاجية و التي بات أغلبها متوفر بكميات نادرة و البعض منها منعدم تماما و غير متوفر لديها لاسيما أنواع محددة من حبوب منع الحمل و الأدوية العلاجية لأمراض العين، فضلا عن قطرات العين و المراهم .
غياب حبوب منع الحمل الأصلية منها أو الجنيسة
فيما لا يزال لحد اليوم ،مشكل ندرة حبوب منع الحمل مطروحا على مستوى الأسواق و الصيادلة ، بعدما أضحت العديد من النساء يخضن رحلة بحث شاقة بوهران يوميا من أجل البحث عن أنواع محددة من حبوب منع الحمل التي غابت عن الأسواق منذ فترة طويلة في ظل غياب الحلول ، و هو ما زاد من معاناتهن و متاعبهن ، فيما باتت تشهد مؤخرا الصيدليات نقصا حادا في عدة أنواع من هذه الحبوب و التي بات أغلبها متوفر بكميات نادرة و البعض منها منعدم تماما و غير متوفر لديها ما جعل الصيادلة في معاناة في توفيرها نظرا لكثرة الطلب عليها ، حيث يقارب عدد أنواع الحبوب المفقودة 05 أنواع و هي الأنواع الأكثر طلبا من طرف أغلبية النساء ، بسبب وقف إستيرادها من الخارج أو عدم إنتاجها من طرف المصانع المختصة ، ما جعل النساء في كل مرة في رحلة بحث شاقة عنها من صيدلية إلى أخرى في سبيل إيجاد و لو كمية قليلة لسد حاجياتهن مؤقتا ، ريثما توفرت في وقت لاحق.
و هو ما أكده العديد من الصيادلة الخواص بوهران ،أنه بالفعل هناك نقص حاد لعدد من أنواع حبوب منع الحمل وغياب تام لأنواع أخرى منذ فترة ، فضلا عن “مارسيلون” الذي بات غير متوفر منذ فترة طويلة ، “مارفيلون” ، إضافة إلى “ميليان” و “سيرازات” ، ليلحقه “لوجينو” الذي بات يشهد ندرة حادة مؤخرا، حيث كشف بعض الصيادلة أن الأنواع التي كانت متوفرة من هذه الأدوية ،هي عبارة عن مخزون قديم كان موجودا قبل فترة لديهم بالفترة التي تسبق حالة الندرة المسجلة نتيجة وقف إستيراد عدة أنواع خلال فترة ماضية ، و تم تصريفه كله بسبب إرتفاع الطلب عليه .
ارتفاع كبير في الأنواع التي يتم تأمينها بشتى الطرق
مما لجأت أغلب النساء اللواتي يستهلكن هذا النوع من الأدوية التي باتت غائبة عن الأسواق إلى إقتناء الأنواع الجنيسة لها و التي هي متوفرة حاليا بالأسواق و الصيدليات بكميات ضئيلة على غرار “ميكروجينو” ، “ديان35” ، “جاسمين” و “ديزونات” ، فيما باتت هي الأخرى تشهد ندرة في توفرها بالصيدليات ، نتيجة وقوع الضغط عليها بسبب كثرة الطلب عليها مما بات يتسبب في نفاذ الكمية الجنيسة و بالتالي غيابها على مستوى الصيدليات و الأسواق نظرا لزيادة الطلب عليها في ظل غياب الأصلية ، و هو ما كان يتخوف منه الصيادلة.
هذا و من جهة أخرى ، فقد باتت أسعار الحبوب المتوفرة لا تناسب و القدرة الشرائية للعديد من النساء ، بعدما إعتدن على شراءها بمبالغ معقولة قبل فترة غيابها ، حيث كان سعر أغلبها من 170 دينار إلى 360 و 370 دينار و أغلاها من 630 إلى 670 دينار ، ليتفاجؤوا بسعر الحبوب المتوفرة حاليا التي وصل أغلاها إلى أزيد من 1000 دج ، أين باتت أغلب النساء تعجز عن إقتناءها بهذا السعر و منها من لا تناسبها هذه الأنواع ، مما تجبرن على خوض رحلة بحث شاقة من صيدلية إلى أخرى أملا منهن في إيجاد الأنواع الأخرى التي إعتدن عليها و على إقتناءها بأسعار معقولة و مناسبة .
عشر أنواع من الأدوية المعالجة لأمراض العين مختفية
هذا و من جهة أخرى ، أكد العديد من الصيادلة الخواص بوهران أنه بالفعل هناك نقص حاد في توفر بعض الأدوية العلاجية وغياب تام لأنواع أخرى منذ فترة ، لاسيما الأدوية المتعلقة بمعالجة أمراض العين و التي مست ما يقارب عشرة أنواع ، فضلا عن قطرات العين “شيبروكادرو” ، شيبروكسيل” ، “أوبغاكس” ، فلويداباك” و “سيكافلويد” ، إلى جانب المراهم على غرار “كرونولون” ، “كلوميسين” ،”فيسيتالميك” و “فراكيداكس” ، فيما بات الصيادلة في معاناة في توفيرها نظرا لكثرة الطلب عليها ، الأمر الذي أثار إنزعاج المرضى و طرح جدلا كبيرا و تساؤلات جمة فيما بينهم حول ندرة هذه الأدوية التي باتوا بحاجة ملحة إليها.
غياب جهاز الربو “فليكسوتيد 50” يؤرق حياة المرضى
فحسبما كشف عنه بعض الصيادلة ، يعرف أيضا جهاز الربو من نوع “فليكسوتيد 50” الخاص بمعالجة الأمراض المزمنة ، نقص حاد في توفيره منذ فترة طويلة ، مما زاد الطلب عليه لاسيما خلال هذه الفترة التي تشهد تقلبات جوية متغيرة ، ما جعل بعض مرضى الحساسية و الربو بحاجة لهذا الجهاز ، إلا أن غيابه بالأسواق جعلهم في رحلة بحث شاقة من صيدلية إلى أخرى ، فيما باتت أجهزة الربو من أنواع أخرى متوفرة بشكل طبيعي على مستوى الصيدليات.
الوصاية تتدارك الوضع وتوفر بعض الأدوية الضرورية لكن لا يكفي
و على عكس الأدوية التي كانت تشهد ندرة حادة في توفرها منذ فترة مضت على غرار الأدوية العلاجية الخاصة بالأطفال و أنواع من الحليب فقد تم توفيرها بالصيدليات ، و حتى أدوية الكبار فضلا عن بعض أنواع أجهزة الربو و أنواع الأنسولين الخاصة بذوي السكري التي كانت تعرف هي الأخرى ندرة في توفرها بالصيدليات و الأسواق ، حيث أشار بعض الصيادلة إلى أنه تم القضاء على هذه الأزمة من خلال توفير هذه الأدوية بالصيدليات لسد حاجيات المرضى بعدما كانوا يخوضون رحلة شاقة من أجل البحث عنها.
و عليه ، دعا العديد من الصيادلة إلى ضرورة توفير مختلف الأدوية التي تعرف ندرة في توفرها خلال هذه الأونة لاسيما أنواع حبوب منع الحمل و قطرات العين ، و ذلك لتغطية العجز الحاصل بسبب هذه الأزمة ، سواء من خلال إعادة إستيرادها أو تصنيعها وطنيا ، لرفع الغبن عن المرضى و رفع الحرج عنهم ، نتيجة عدم تمكنهم من توفيرها لزبائنهم .
ح/م