عدل أحمد زبانة بوهران: تسيير أعرج ممارسات مشبوهة “لسيور” عمّقت معانات السكان

omar ouasti20 يونيو 2023آخر تحديث : منذ سنتين
omar ouasti
NEWSوهران
القطب العمراني أحمد زبانة
القطب العمراني أحمد زبانة

“اطلڨولنا الما، اطلڨولنا الما، اطلڨولنا الما” عبارة رددها أطفال دون العاشرة من عمرهم على مسامعنا و نحن بصدد مغادرة القطب العمراني “أحمد زبانة” التابع إداريا لبلدية مسرغين بوهران، بعد تغطية وقفة احتجاجية لآبائهم قرب خزان الماء وكأنهم بذلك يقولون رغم صغر “أعمارنا فنحن نعي ما يعانيه آباؤنا لجلب الماء إلى البيت ونحن نؤازرهم و ندعمهم بصرخاتنا علّها تصل آذان المسؤولين المتحصنين بمكاتبهم.”

هذا ،بعد أن ذهبت الوقفات الاحتجاجية لآبائهم هباء والذين اعتادوا على تنظيمها في كل مرة أمام خزان الماء لكن دون أن تحرك ساكنا وسط السلطات الولائية. و بسعي من النائب  الرلماني “بن شريف محمد” هذه المرة الذي تواصل مع جريدة “الوطني”، مفضلا أن تكون هي الوسيلة الإعلامية الوحيدة لرفع انشغال قاطني القطب العمراني إلى السلطات العليا للبلاد ،للتدخل العاجل لحلحة معضلة الماء التي رافقتهم منذ التحاقهم بسكناتهم غضون سنة 2019.

غياب الماء عن الحنفيات لغز أرق قاطني  مدينة زبانة

و قد أجمع الحاضرون في الوقفة الاحتجاجية أن جمعيات و لجان الأحياء للقطب العمراني أحمد زبانة -على غرار جمعية أحمد زبانة و لجنة حي بن ناصر  الحبيب 2000 مسكن أطلس- حررت العديد من الرسائل إلى مختلف الجهات الوصية لفك لغز غياب الماء عن حنفياتهم.

إذ يوضح هؤلاء، أن البرنامج المعد من قبل شركة المياه و التطهير لوهران، يحدد تموين أحياء القطب العمراني يوما كل ثلاثة أيام، غير أن هذا البرنامج غير محترم إذ لا تتجاوز مدة وجود المياه في حنفياتهم الساعة أو ساعتين كل ثلاثة أيام لدى المحظوظين من السكان، في حين أن انقطاعات الماء عن حنفياتهم قد تتراوح بين الأربعة أيام إلى15 يوما.

 حجج واهية من الشركة المسيّرة لتهدئة غضب السكان

و يسترسل المحتجون في كلامهم أنهم في كل مرة يتقربون فيها من أعوان سيور لمعرفة سبب عدم تموينهم بالمياه يتلقون ردودا بحجج واهية، فمرة بعدم امتلاء كل خزانات المياه أو عدم تموين سيور الخزانات أو بسبب نظام التناوب الذي اعتمدته سيور في تموين أحياء القطب العمراني و يرافق هذه الحجج، وعود بحلحلة أزمة المياه و التي لم تجد بعد طريقها للتجسيد على أرض الواقع. ويضيف هؤلاء أن مشكل الماء أصبح مثارا للقلق بدرجة أكبر مع اقتراب مناسبة عيد الأضحى.

 سيور و عدل تتنصلان من المسؤولية و تتقاذفانها

و يوضح بعضهم أن مشكل الماء تسبب فيه كل من عدل وسيور فكليهما تتنصلان من المسؤولية وتتقذفانها بخصوص استلام الخزانات فسيور تحججت بأن وكالة عدل هي من أنجزت الأنابيب ولكنها لم تنجزها بطريقة مطابقة للمعايير المعمول بها، فيما وكالة عدل توجه الاتهام إلى سيور لرفضها استلام المنشآت المائية.

هذا الوضع جعل السكان يعيشون حالة تيهان ولا يعرفون إلى من يشتكون ويتوجهون، رغم أنهم قد رفعوا عدة تقارير إلى مختلف الجهات لكن لا آذان صاغية ،رغم أن القطب العمراني لا زال يتوسع من حيث النسيج العمراني وتزداد الكثافة السكانية به،حيث سيستقبل العديد من العائلات خلال الصائفة التجارية ،ما ينذر بتعقد الوضع أكثر فحاليا ،حسب تصريحهم أن القطب يفترض أنه يزود ب20 ألف م³ تذهب منها 15 ألف م³ إلى صهاريج السكان داخل الشقق والحجم المتبقي 5000 م³ يوجه لأشغال بسيطة لا يكفي لجميع السكان  .

و يؤكد المحتجون أن القطب العمراني يحتوي على خزانات احتياطية لتخزين المياه ،لكن بالمقابل يفتقد إلى مقر لوكالة سيور لتمكينهم من طرح انشغالاتهم و هو ما يعكس بحسبهم سوء التسيير.

 مياه غائبة، عدادات منعدمة و فواتير جزافية ثقيلة

 العمراني أحمد زبانة - جريدة الوطني
القطب العمراني أحمد زبانة

و بالنسبة لعدادات المياه فالقطب العمراني حاليا يحصي 30.000 عائلة 80% منهم سددوا تكلفة العدادات المحددة ب 5500 دينار، استنادا إلى ما كشفه المحتجون ، لكن لحد الآن لم تركب العدادات لهم ،وحينما طالبوا بها فوجئوا بفواتير تفرض عليهم تسديد أتاوة جزافية ،بقيمة 1830 دينار قيمة المياه المستهلكة التي لم تصل إلى حنفياتهم خصوصا ،وأن أغلبهم موظفين وعمال وشققهم تبقى مغلقة طيبة النهار يلتحقون بها مساء.

باعة الماء ينتهزون الفرصة  “لإفلاس” جيوب السكان

أزمة التمون بالمياه يقول ممثلي السكان أضحت تشكل هاجسا مقلقا لهم ،بالمقابل انعكست ايجابيا على باعة الماء المتجولين الذين تجدهم “ينطون” بصهاريجهم باتجاه القطب ،بمجرد اختفاء المياه من الحنفيات.

و ذهب البعض من الحاضرين في الوقفة الاحتجاجية إلى القول ،باحتمال وجود تواطؤ بين أعوان سيور و باعة الماء المتنقلين الذين زادوا من ثقل الأعباء المالية على جيوب سكان القطب العمراني، فرغم أنهم ملتزمين بتسديد فواتير الماء لسيور، رغم غياب الماء عن حنفياتهم فهم مضطرون أيضا لدفع مبالغ مالية تصل حتى 3500 دينار، لملأ الصهاريج التي دفعوها دفعا لتزويد سكناتهم بها و يحتسب باعة الماء المتجولين في ذلك الطابق المتواجدة به الزبون.

 قاطنو القطب العمراني أحمد زبانة يناشدون الوالي التدخل عاجلا

وعليه يوجه السكان على لسان ممثليهم ، نداء إلى والي ولاية وهران، للتدخل لإيجاد حل لمشكل المياه بالقطب العمراني أحمد زبانة ،بعد تسجيل غياب مسؤولي بلدية مسرغين، حيث يقول ممثلة السكان من المفروض أن يتدخل رئيس البلدية وكذلك رئيس الدائرة لكن لم ير لهما أثر وعليه يطالب السكان بإلحاح بحل جذري لمشكل المياه ،خلال هذه الصائفة التي ستشهد التحاق عائلات أخرى بشققها.

وزارة الموارد المائية تعد بحل المشكل الماء لكن متى..؟

من جهته ،عضو المجلس الشعبي الوطني “بن شريف محمد” قال أن مشكل الماء في القطب العمراني أحمد زبانة ، مختلف عن بقية التجمعات السكانية بالولاية، سببه عدم استلام سيور الخزانات المنجزة، من قبل وكالة عدل هذه المنشآت التي بإمكانها تحسين توزيع المياه، على مستوى القطب العمراني أحمد زبانة.

في هذا السياق، قال أنه وجه سؤال شفوي إلى وزير الموارد المائية في البرلمان وكان الرد أنه الوزارة، بصدد إعداد مسودة خاصة لصياغة حل لمشكل المياه، إما بتسليم الخزانات إلى وكالة عدل أو أن تسيرها مصالحهم، مقابل تسديد تكاليف رمزية، وكان ذلك قبل 12 شهرا دون أي جديد يذكر لحد الآن،  واستغرب المتحدث كيف لوزارة أن تعجز عن تسيير مشكل المياه، رغم أن رئيس الجمهورية كان قد صرح انطلاقا من ولاية وهران،  أن قطع الماء عن البيوت ممنوع منعا باتا، وعلى أن لا تتجاوز مدة غياب المياه عن الحنفيات ال24 ساعة.

م. مريم

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة
PHP Code Snippets Powered By : XYZScripts.com