أدين أول أمس الأمين العام لبلدية حاسي بونيف بوهران و المير السابق بسنتين سجنا نافذا في قضية فساد، بتهمة تبديد أموال عمومية، التزوير في محررات إدارية، سوء استغلال الوظيفة، و التصريح الكاذب.
القضية تعود إلى العهدة السابقة و المنتهية للمجلس الشعبي البلدي ، إلى التبليغ عن قضايا فساد في صفقات عمومية بذات البلدية تتعلق بإعادة تهيئة 23 مدرسة رصد لها غلاف مالي بأكثر من 3 ملايير سنتيم ، حيث قدّم أحد العمال و هو ممثل فدرالية أولياء التلاميذ بلاغا عن الغش في الإنجاز من خلال العيوب التي طالت الأشغال.
و الجدير بالذكر أن هذا العامل قام بالاعتصام رفقة عائلته مطالبا بالحماية لكونه بلغ عن الفساد الذي عشش بهذه البلدية ، خاصة و أنه تعرض للعديد من المضايقات انتهت بحرق سيارته .
و كانت الفرقة المالية والاقتصادية التابعة لأمن ولاية وهران، و بأمر من السلطات الولائية قد باشرت التحقيق في التلاعب بأشغال تهيئة المدارس ببلدية حاسي بونيف ، بعد الشكوى المقدمة في هذا الشأن.
هذا و سبق لأعضاء المجلس الشعبي البلدي أن تقدموا بشكوى لدى والي وهران ضدّ الأمين العام لبلدية حاسي بونيف لكونه أصبح يتحكم في المداولات ، و هو من يتحكم في المشاريع باقتراحها مع اعتماد تكرارها ، و كذا تجسيد مشاريع مشبوهة ، كما اشتكى المنتخبون من قيامه بحرمانهم من محاضر المداولات ، و نفس الشيء بالنسبة للوثائق الأخرى حتى لا يتمكنون من كشف التلاعبات و التجاوزات، ناهيك عن قيامه بتمرير الصفقات بصفة مباشرة للمصادقة دون مناقشة ، و أكد المنتخبون السابقون في شكواهم أن هذا كله يتم بالتواطؤ مع المير السابق ، حيث استنجدوا بوالي وهران لغرض التدخل و وقف هذه المهازل ، و هو ما استندت عليه المصالح الأمنية في تحقيقاتها.
هذا و لقد زلزلت بلدية حاسي بونيف ، بملفات فساد كبيرة و فضائح بطلها الأمين العام، الذي سيّر شؤون البلدية على خطى العصابة التي نهبت و تلاعبت بالمال العام ، ناهيك عن التواطؤ ما مافيا الفساد بدائرة بئر الجير.
هذا و لأول مرة يصدر حكما بالحبس في حق الأمين العام ، الذي كان يتباهى بنفوذه لعرقلة سير التحقيقات، إلا أن العدالة و المصالح الأمنية وقفت بالمرصاد و حاسبته على تلاعبه بالمال العام باستغلال وظيفته.
العصابة ضايقت المبلغين عن الفساد
هذا و الأمر الخطير في ملف الفساد ببلدية حاسي بونيف التي توقفت بها التنمية بسبب هذه العصابات، هو مضايقة المبلغين عن الفساد، حتى يتم تكميم أفاوههم، و مسح فضائح المافيا الطاغية التي شكلها الأمين العام بالتواطؤ مع المير السابق.
و في هذا الشأن تم معاقبة مديرة مدرسة “الشهيد سعيدي ميلود” بحرمانها من المطعم المدرسي طيلة سنتين، لكونها بلغت عن الفساد و هو نفس مصير العامل الذي تم توقيفه عن العمل و إحالته على البطالة لكونه بلغ عن الغش في أشغال تهيئة المدارس، و غيرها من الفضائح و المهازل التي باتت وصمة عار على بلدية حاسي بونيف خاصة و ولاية وهران خاصة.
هذه الفضائح كان بطلها الأمين العام للبلدية، الذي كان الآمر الناهي و المخطط لكيفيات التلاعب بالمال العام ، ظنا منه أن نفوذه ستنفعه، و أن وقت الحساب لن يحين، لتتحرك المصالح الولائية و الأمنية و القضائية لتقطع رأس الفساد و المفسدين ببلدية نهبت و سرقت خزينتها العمومية، و حولت إلى شبه دوار.
كريم ك