يعتبر فريق شبيبة تيارت واحدا من أعرق الأندية الجزائرية على مدار التاريخ الوطني عامة والجهة الغربية بشكل خاص إذ يعود تاريخ تأسيس الجيسامتي إلى عام 1943 وبالتحديد في ال07 من شهر أفريل الذي عرف خط الحروف الأولى في اسم فريق الشبيبة الرياضي إبان فترة الاحتلال الفرنسي والتي كان يضم خلالها النادي عددا من اللاعبين الفرنسيين الذين لعبوا تحت لواء ناد واحد رفقة لاعبين جزائريين مثل مهني عبد القادر وطيبي وزلاسي وكيتوم وبلجيلالي وغيرهم الكثير من الأسماء الرياضية المميزة التي رفعت علم الفريق عاليا تحديا للظروف ومجابهة للصعاب من أجل تشريف ألوان الفريق والحفاظ عليه بالرغم من كل الظروف التي كان أهمها عدم امتلاكمهم للبذلات الرياضية والكرات التي يتدربون بها مع صعوبات التنقل إلى المدن الأخرى للعب المباريات باللونين الأخضر والأبيض قبل أن يتم تغيير هذه الألوان إلى الأزرق والأبيض بعد تدخل السلطات الفرنسية التي اعتقلت وبطشت بلاعبي الشبيبة الذين عانوا من ويلات الاستعمار الذي اعتقل أغلب اللاعبين وفرض على البقية التجنيد الإجباري إلا أن ذلك لم يزد الفريق إلا عزما وإصرارا على المضي قدما والدفاع عن الوطن ولو بطريقتهم الخاصة التي صنعت للأجيال فريقا رياضيا متكاملا…
المشاكل والديون تنخر جسد الفريق
عرف قطار فريق شبيبة تيارت تعثره في عدة محطات أوقعته في مشاكل ضاعفت من محنه على مدار السنوات بسبب سقوط إدارة الفريق في فخ الديون التي تسببت في الكثير من الأحيان في تجميد الرصيد البنكي للفريق ومنعه من إبرام التعاقدات وتدعيم النادي وهوما انجر عقبه تعرض الفريق لعدة مشاكل مالية وقفت في طريق رجال الفريق لإعادته إلى السكة الصحيحة التي بدأت بإعادة افتتاح ملعب الفريق ” قايد أحمد بحلة جديدة بعد سنوات طويلة من الغلق وهوما ساعد على بناء مرحلة جديدة في مسار النادي في ظل تجند القاعدة الجماهيرية الكبيرة للشبيبة التي وضعت نصب عينها الصعود إلى الرابطة الثانية في موسم (2018-2019), والذي بدأه فريقها بقوة كبيرة مثلما يدل عليه إنهائه الشطر الأول من بطولة الهواة كبطل شتوي وبفارق مطمئن عن أقرب ملاحقيه.
لكن عجلة الشبيبة توقفت عن الدوران بنفس الوتيرة بعدما طفت إلى السطح مجددا المشاكل المالية للنادي ما تسبب في تعثر مسيرته مانحا الفرصة لأولمبي أرزيو كي يخطف منه الصدارة ومن ثمة التذكرة الوحيدة المؤهلة إلى الرابطة الثانية والتي عاد إليها الفريق مجددا بفضل تظافر جهود أبناء النادي الذين قادوه إلى تحقيق الصعود إلى القسم الثاني الذي ينشط فيه حاليا برغبة في تحقيق البقاء أولا والبناء على الإيجابيات من أجل إعادة وهج الزرقاء مجددا…
إنجازات مميزة ولكن بدون أي لقب…
يبقى فريق شبيبة تيارت واحدا من بين أعرق الأندية الجزائرية التي أنجبت عدة أسماء ونجوم ساطعة في سماء الكرة الجزائرية الذين مروا على هذا الفريق ولعبوا لصالحه غير أنهم لم يوفقوا في تحقيق أي لقب سواء في بطولة الدوري أو الكؤوس مع الاكتفاء باللعب على البقاء في معظم المواسم بين صعود ونزول من وإلى دوري الدرجة الأولى والثانية مما أبقى خزانة الفريق التيارتي خالية من التتويجات والألقاب مع تحقيق بعض الإنجازات التي كان أبرزها المشاركة في بطولة كأس الجمهورية والوصول إلى الدور ربع النهائي سنة 1983 بقيادة المدرب محمد بريك وموسم 1986، حيث أقصيت الشبيبة على يد فريق مولودية وهران أما آخر أفضل نتيجة فكانت أيضا الوصول إلى الربع النهائي ثم الإقصاء على يد نادي إتحاد عين البيضاء سنة 1998 حيث انهزم الفريق بـ 4 أهداف مقابل 3 في الذهاب وتعادلت في مباراة العودة بهدفين في كل شبكة تحت إشراف الكوتش أحمد بن عمار، ومنذ ذلك الحين لم تتجاوز الشبيبة دور الـ 16 من كأس الجمهورية التي وصل فيها الفريق إلى دوري الثمانية حين أسقط كلا من مولودية العلمة في الدوري 32 وأولمبي المدية في دوري 16 ثم تلقي مرارة الهزيمة والمغادرة على يد من دوري الثمانية على يد إتحاد الحجوط…أما على مستوى البطولة الوطنية فعاش الفريق لحظات مميزة عرفت لعبه لعدة سنوات في حظيرة الكبار منذ موسم 1985/1986 ليغادره بعد سنوات قليلة بداية فترة التسعينات دون عودة إلى حين كتابة هذه الأسطر والتي تشهد على قضاء الفريق لمعظم مواسمه ما بين الصعود والنزول من وإلى القسم الأول إلى غاية لعبه في قسم ما بين الرابطات مجموعة وسط غرب لعدة مواسم وصولا إلى الوقت الحالي أين ينشط الفريق في القسم الثاني هواة للمجموعة الغربية.
بن فرحات ومايدي الأبرز ومدربون أجانب في القائمة
لعب لفريق شبيبة تيارت منذ تأسيسه خيرة من لاعبي كرة القدم الجزائرية الذين مروا بالزرقاء وحملوا ألوانها ورسموا لأنفسهم مسيرة متميزة بعد التألق برفقة الشبيبة ولعل أبرزهم الطاهر بن فرحات الذي أهدى الفريق صعوده التاريخي إلى الدرجة الممتازة لينضم بعدها إلى القاطرة التيارتية كل من موسى صايب وبلحسن المكنى ب ” تشيبالو” ونايت يحيى وايراتشي والحارس بوسة وشرفاوي وبوهني وعدة مايدي وعديد من الأسماء اللامعة التي يستذكرها الخاص والعام بكل فخر على غرار الأسطورة مايدي عدة ومدربي الفريق الذي أشرف عليه أسماء وازنة في عالم التدريب من داخل وخارج الوطن ومن بينهم الاوروغواياني “اوندرادا”، الذي قاد النادي د بعد الاستقلال وفي بداية الستينات، دون نسيان الأسطورة السعيد عمارة الذي كان لاعبا ومدربا في نفس الوقت، والمدرب ستيفانوفيتش الذي درب الزرقاء في موسم 75/76 إضافة إلى أسماء أجنبية أخرى مثل البلغاري غيلوف والاسباني غونزاليس، أما محليا فيتصدر القائمة الكبير عبد الحميد زوبا في موسم 83/84 وحميد اسكندر والطاهر بن فرحات وبن عيسى بريك ومحمد بريك، سويدي بن عيسى وأحمد بن عمار وعدة مايدي وكمال آيت سعيد وهي الأسماء الرياضية الهامة التي حاولت إعادة الفريق إلى الواجهة لكنها فشلت بسبب عدة ظروف وأزمات ألمت بالفريق آنذاك رغم محاولات رؤساء النادي السادة قايد أحمد ولهبيري، وزيتوني ورشيد نعاك والطاهر بومدين بلحوسين وغيرهم الكثير ممن قدم الغالي والنفيس خدمة لمصالح الشبيبة ومحبة في كيان هذا النادي العظيم..
رغم الأزمات الحباش متفائلون بمستقبل النادي
يملك فريق شبيبة تيارت جمهورا خاصا وقاعدة جماهيرية كبيرة تعدت حدود الوطن ومجالاته الجغرافية تحت مسمى ” الحباش” اللاعب 12 في الفريق وداعمه الأساسي في اللحظات الجيدة والسيئة، ماديا ومعنويا رغم كل ما مر به فريقهم المفضل من تذبذب في النتائج والأداء الذي كاد يكلف الفريق السقوط إلى الهاوية في عدة مناسبات تم تداركها بفضل مساندة الحباش للإدارة واللاعبين تأكيدا على وفاءهم لألوان الجيسامتي وفقط وهوما حافظ في أنفسهم على أمل مشاهدة الزرقاء تعود يوما ما إلى مكانها الطبيعي ضمن كبار الأندية الجزائرية في المحترف الأول متأملين في إرادة الرجال وعملهم الدؤوب على أن سنوات المجد آتية لا محالة وما عليهم سوى الصبر والطموح الذي تبنى عليه النجاحات وتؤسس بفضله النتائج الإيجابية وتتحقق وذلك لامتلاك الفريق لكل مقومات النجاح من تشكيلة ثرية تحتاج بعض الدعم والتعديلات في بعض المراكز إضافة إلى تألق شباب المدرسة التيارتية المعروفة بصقل المواهب الصاعدة وتصعيدها إلى الفريق الأول غير أنهم يغادرون قلعة النادي بسرعة وهوما يجب أن يتصحح لضمان بقاء أفضل اللاعبين ومساعدتهم على البروز والتألق بألوان الشبيبة أولا ولما لا تحقيق الإنجاز والعودة إلى القسم الأول الذي يراه الخاص والعام في تيارت غير بعيد عن التحقق بشرط العمل الجاد وتوفير ظروف النجاح لكل أطقم النادي والعاملين به لعل وعسى يتحقق الحلم ويرفرف علم الزرقاء مرة أخرى في كوكبة المحترفين يوما ما…
خياطي محمد