احتج أول أمس مجموعة من سكان حي 1200 مسكن عدل بحي الشهيد بريشي عمر بطريق لابيطا امام مقر ولاية سيدي بلعباس ، و ذلك من اجل لفت أنظار المسؤولين من أجل التدخل و إيجاد حلول لجملة من النقائص التي عكرت صفو حياتهم .
و رفع سكان الحي خلال وقفتهم الاحتجاجية جملة من الانشغالات إلى المسؤولين ، و التي نغصت يومياتهم منذ تسلمهم لسكناتهم سنة 2020 ، على غرار مشكل المحلات المغلوقة، وغياب المرافق العمومية و الترفيهة، و مشكل شح الحنفيات و النقل ، حيث طالبوا من الجهات المسؤولة بحلول تقضي بتحسين إطارهم المعيشي . أول انشغال تطرق إليه المحتجون ، بناء مدرسة و متوسطة و مسجد في حييهم الكبير ، من أجل رفع الغبن عنهم ووضع حد للمعاناة الكبيرة التي يتكبد مشقتها يوميا المئات من المتمدرسين وذلك بسبب افتقار الحي لمتوسطة و مدرسة وكذا لوسائل النقل والنقل المدرسي من أجل التنقل إلى مؤسساتهم التعليمية التي تبعد عن منطقتهم بعدة كيلومترات ، حيث أبدوا تخوفهم من الخطر الذي يتربص بأطفالهم جراء قطعهم لمسافات طويلة مؤكدين أن هذا الأمر أصبح يشكل هاجسا مؤرقا للأطفال خوفا من الموت تحت عجلات السيارات المارة أو من عصابات المنحرفين ، حيث دعوا السلطات المحلية و على رأسها والي الولاية ليماني مصطفى بضرورة التدخل و إنقاد أبنائهم من الخطر المحدق بهم و إنهاء معاناتهم التي يتلقونها يوميا عن طريق بناء مدرسة و متوسطة في حيهم الكبير، و الذي يحتوي على 1200 وحدة سكنية ، مع التدخل أيضا لتهيئة القطعة الأرضية المخصصة لبناء مسجد من خلال دراسة طبيعتها القانونية من طرف المصالح المعنية ، بقصد البدء في إنجاز هذا الصرح الديني .
بناء مدرسة و متوسطة مسجد من أولويات المحتجين
مشكل آخر تطرق إليه المحتجون ونغص من حياتهم ، و يتعلق الامر بانعدام المحلات التجارية التي باتت مغلوقة في وجههم ، وهو الامر الذي عبروا فيه عن استيائهم جراء إنعدام المرافق الضرورية التي يحتاجونها من محلات تجارية وصيدليات ، في حين تحول البعض الى التجارة الفوضوية من اجل تحمل السكان مشقة التنقل الى وسط المدينة لاقتناء الخضر والفواكه وعدة احتياجات اخرى ، واضاف المحتجون بان الحي يفتقر الى قاعات الرياضة والأنترنت، حيث أكدوا بأن المحلات بقيت مغلقة، بسبب أسعارها الخيالية التي تبقى بعيدة عن إمكانيات الراغبين في امتلاكها، مما جعل أغلبية الشباب يفضل التجارة الموازية التي يمارسونها، حتى وإن تطلب منهم التنقل إلى أماكن بعيدة .
نقص حاويات النفايات يحول الحي الى مفرغة
سكان الحي عبروا عن تذمرهم الشديد من انتشار الكبير للأوساخ و النفايات الصلبة التي خلفها بعض المقاولين ، يقابلها النقص الفادح للحاويات التي لا يعلم قاطنو الحي وجهتها ، حيت تحول المجمع السكني إلى مفرغة عمومية تتكدس فيها النفايات المنزلية التي أصبحت الملجأ الوحيد للقطط والكلاب الضالة التي باتت تهدد حياة السكان خاصة في الظلام، في حين ساهمت بشكل كبير في انتشار وتكاثر الناموس والجرذان. الانتشار الفظيع والمتزايد للقاذورات جعل السكان ينزعجون من استفحال القاذورات بطريقة رهيبة داخل الحي ، ويتخوفون من أن يتحول الوضع القائم إلى ظاهرة قائمة بذاتها ،مطالبين من الجهات المعنية أن تتدخل و توفر لهم حاويات من أجل المحافظة على الوجه الجمالي للحي .و في ذات السياق طرح المحتجون مشكل التزود بالمياه الصالحة للشرب من خلال عدم ربط القناة الرئيسية بعدادات السكان مباشرة و إنما تم ربطها بطريقة غير مباشرة بواسطة خزان المياه الذي يكون في الأصل دوره ثانوي بتزويد السكان بالمياه في حالة الانقطاع ، مما أثر على مضخة المياه و أصبحت تتعطل في كل مرة ، داعين الجزائرية للمياه التدخل و ربط القناة الرئيسية بعدادات السكان ، حيث قالوا بأن مشكلة العطش تتضاعف بغياب المياه الصالحة للشرب عن حي 1200 مسكن بشكل يومي، خاصة أصحاب الطوابق العليا وتكبدهم مشقة ومتاعب يومية في الحصول عليه لتغطية احتياجاتهم عبر التنقل لمسافات ، تزامنا مع الوضعية الاجتماعية الراهنة الصعبة ، أين تعجز الكثير من أسر الحي عن اقتناء صهاريج الماء بشكل دوري بسبب كثرة المصاريف وقلة المورد المالي . ممثلو سكان حي 1200 مسكن عدل اشتكوا أيضا من ضعف شبكات الاتصال الخاصة بالهواتف المحمولة و الإنترنت في حيهم ، ما خلق إستياء واضحا لدى المواطنين ،والأمر الذي زاد من معاناتهم حسب تصريحاتهم أنهم في سنة 2021 التي يفترض ان تكون قوة في تدفق الأنترنت و ضمان عدم انقطاعها ، حيث قالوا بأن هذا الضعف جعلهم يلجؤون إلى خدمات الشبكات الأخرى التي تقدمها شركات الهواتف النقالة، و حرمهم من الاستفادة من خدماتها التي أصبحت ضرورية للعديد من المواطنين، خاصة الطلبة لاستخراج بعض البحوث أو المعلومات المتعلقة بمستواهم التعليمي، أو الذين يستعملون مواقع التواصل الاجتماعي للحديث مع أقاربهم في المهجر . هذا و اشتكى أيضا المحتجون من مشكل النقل حيث قالوا بأن الظفر بوسيلة نقل خلال الفترة الصباحية، يكلف المسافرين القاطنين على مستوى المنطقة الخروج باكرا والانتظار لساعات طويلة في موقف الحافلات العشوائي ، من أجل القيام بنشاطاتهم أو أعمالهم اليومية ، وهو الأمر الذي بات يحرم الكثير منهم من الالتحاق بمقرات عملهم خلال الفترة الصباحية ، حيث طالبوا بتوفير حافلات نقل إيطو و زيادة عدد الحافلات ، خاصة و أن الحي يشهد كثافة سكانية معتبرة، مما يستدعي تدعيم خطوط النقل بالمزيد من الحافلات، لتخفيف الضغط عن المواطنين، وتوفير خدمات ترقى إلى المستوى المطلوب، تزامنا مع الدخول المدرسي المقبل الذي يكثر فيه التنقل من و إلى مدينة سيدي بلعباس .
بلعمش عبد الغني