البروفيسور كاهية سميرة:”تحاليلنا بينت تراجع الحالات منذ أسبوعين”
يعتبر مخبر البيولوجيا الجزئية “جينتيكال” بولاية وهران، أول مختبر طبي وصحي بالجزائر يتكفل بإجراء تحاليل “بيسيار” المخصصة لفائدة المرضى المصابين بفيروس كورونا، بقدرة تغطي 1000 شخص في اليوم وسرعة في تقديم النتائج في خلال ساعات، وهو أول مخبر في شمال إفريقيا بإمكانه أن يسرّع نتائج تحاليل لنحو 10 آلاف شخص في السنة ما سيساعد في الحد من انتشار الوباء.
وقادت “الوطني” زيارة لمخبر البيولوجيا الجزيئية “جينتيكال”، للتعرف على مراحل إستخدام تقنية الإستنساخ العكسي في وقته التفاعل البوليميري.RT-PCR .
البروفيسور كاهية تاني سميرة من متابعة مخطط مكافحة السرطان إلى مكافحة جائحة كورونا
ومنه كان لنا لقاء بصاحبة أضخم مشروع صحي، تجسد في الواقع منذ شهر مارس المنصرم بعاصمة الغرب الجزائري، السيدة كاهية تاني كازي طبيبة متخصصة في علم التشريح وأمراض الخلايا، تقول بأن هذا المخبر الرائد في التخفيف من حدة انتشار وباء كوفيد-19، أصبح يُسرع إجراء تحاليل “البيسيار”، بفضل التقنيات التكنولوجية لتجهيزات يعتمد عليها البيولوجيون، والأطباء القائمين في عملهم طوال ساعات تمتد من الثامنة صباحا إلى 23 سا مساء.
عميدة الطب غرب الوطن، كاهية سميرة اشتغلت منسقة جهوية بالمخطط الوطني لمكافحة السرطان 2015/2020، ورافقت البروفيسور مسعود زيتوني، في متابعة المخطط الذي كان يهدف إلى استراتيجية وطنية تحد من الأمراض السرطانية، فعززت من بحثها وتواصل مع ظهور جائحة كورونا، في التخفيف والحد من انتشار فيروس كوفيد-19، من خلال رفع عدد المرضى الذين يخضعون لتحليل “بيسيار”، كونه التحليل الوحيد المصادق عليه من منظمة الصحة العالمية بأنه يثبت النتائج الحقيقية للمصاب بالوباء.
وتقول البروفيسور كاهية، بأن مخبر “جينتيكال” ببئر الجير (وهران)، يتيح للأفراد من أن يتعرّفوا على وضعهم الصحي في أقل من 24 ساعة، بينما يتمكنون في هذا الظرف بالذات من اتخاذ تدابير الوقاية لعدم نقل العدوى للآخرين.
من 30 حالة يتم اكتشاف معدل 6 إصابات مؤكدة منذ أسبوعين
وحسب البروفيسور، فإن مخبر “جينتيكال” سجل ارتفاعا في حالات وباء كورونا بمعدل اكتشافهم من ضمن 30 حالة مشتبهة 20 حالة مؤكدة، مؤخرا إلا أنه منذ أسبوعين بدأت الإصابات تتراجع ومن ضمن 30 حالة مشتبهة أصبحت التحاليل تشير إلى إصابة من6 لـ7 حالات فقط إيجابية، فكان أن استقبل مخبر “جينيكال” في أيام الذروة لتفشي باء كورونا أزيد من 100 حالة يوميا، ساعدها جينيتيكال في أن تتعرف على وضعيتها الصحية في الحال وفي الوقت الحقيقي.
فريق متخصص تلقى تكوينا بمعهد باستور لشهرين ويساهم في التخفيف من الوباء بجينتيكال
وتعتمد عديد المخابر بولاية وهران، في إرسال عينات تحاليل “بيسيار” للمخبر الذي يوافيهم بالنتائج النهائية لحالة الأشخاص إن كانوا مصابين بفيروس كورونا أم حالتهم سلبية.
وحسب البروفيسور كاهية سميرة، أن مخبر البيولوجيا الجزيئية، تربطه اتفاقيات مع 30 مخبر، فيما أكدت أن “جينتيكال” كمرفق صحي جديد ومكسب لوهران، وناحية غرب الوطن، اختارت تثبيت مركزه بمنطقة منعزلة عن التجمعات السكانية وفق ما تشترطه المعايير الصحية.
ويضم المخبر مجموعة أخصائيين تخرّجوا بدرجات تفوق من تخصصاتهم الطبية في البيولوجيا، وامراض الخلايا، تلقوا استنادا لتصريح البروفيسور سميرة كاهية تاني كازي، تكوينا لشهرين من قبل معهد باستور بالعاصمة، ليلتحقوا بمخبر جينيتيكال والذي لا يجد أي عوائق في تمكين المواطنين الوافدين لإجراء التحاليل أو تحاليل المخابر الأخرى بالنتائج.
حيث يعتمدون على دقة النتائج في وقتها الحقيقي، أما عن سعر التحاليل والتي يجدها المواطن باهظة، وأحيانا لا تكون في متناوله التكلفة، فإن مخبر جينيتيكال أبرم اتفاقية مع صندوق الضمان الاجتماعي كناص، بحيث يمكن المواطن الذي يمتلك بطاقة الشفاء الحصول على تعويض بقيمة 3000 دينار من مجموع 8500 دينار تكلفة تحليل “البيسيار”.
الأخصائية كاهية تاني: “تحاليل بسيار باهظة عالميا لأنها تعتمد أنظمة متطورة ومتسارعة”
وأرجعت البروفيسور الأخصائية في علم التشريح وأمراض الخلايا، سبب ارتفاع تحاليل بيسيار عالميا بالنظر لاعتماده على استخدام أنظمة متطورة ومتسارعة، فهو يحتاج لمواد في الأصل ذات تكلفة باهظة، لهذا كثيرا ما لا تعتمده مختبرات طبية وبحثية، لكن بوهران كان الحظ مع مخبر جينيتكال الذي يركز على سرعته ودقته في فحص العينات.
وهو ليس كأي تحليل آخر تضيف الأخصائية كاهية، لا تضاهيه تحاليل أخرى في الفاعلية قصد الكشف عن الفيروسات في وقتها، كتحليل السيرولوجي، والذي هو في الأصل يمكن من التعرف على وضعية صحية سابقة وليست في الظرف الحالي، لهذا لا يمكن الإستعانة بنتائجه 100 بالمائة لمعرفة إن كان الشخص حاملا لفيروس كورونا أم لا، ذلك أن النتيجة السلبية قد تكون ايجابية في الوقت الحقيقي لدى إجراء بيسيار.
كيف يعمل مخبر جينيكال لتحليل عينات الكشف عن فيروس كورونا؟
في البداية عندما تتقرب الحالة المشكوك فيها، يتم ملأ استمارة بيانات عنها تكون في شكل تحقيق وبائي مسبق، ومنه يمر على أول مرحلة تتعلق بأخذ بأخذ مسحة من أنف المصاب، ثم وضعها بأنبوب اختبار مركّز بمواد تحافظ عليه، لترسل للمختبر (تسليم عينات)، حيث تحدث تفاعلات قبل الشروع في عملية التحليل ويكون هذا للتخلص من الجراثيم والمخاط والغبار بالأنف بهدف الحصول على مادة وراثية لفيروس كورنا، كما توضحه صاحبة مخبر جينتيكال.
ويستغرق التحليل ساعات فقط لظهور النتيجة إما سلبية أو إيجابية، لكن قبل ذلك يتم وضع بالمختبر أجهزة لذات الغرض تستدعي تحضير العينات وهناك يجري تحليل الكواشف، لكن تخضع لإجراء إما التبريد وتسخين الأنبوب الذي يتضمن خليطا تفاعليا حيث سرعان ما تتغير طبيعته ويتمدد.
يتم تجميع مادة الإختبار في أنبوب اختبار وسط توفير عوامل مساعدة يحتجها الأنزيم، من التدفئة الى درجة التبريد المناسبة.
وصرحت البروفيسور سميرة كاهية كازي، بأن تحليل “بيسيار” يستخدم كذلك في الاختبارات الجينية، كالأمراض، الوراثية وصياغة علاجات مرض السرطان، والباركينسون والزهايمر.
ويمكّن التحليل من الكشف عن الفيروسات كما يمكن الأطباء من الإكتشاف المبكر لعدة أنواع من السرطان مثل الخلايا اللمفاوية التائية الأولى والفيروسات التي تتسبب في انتشار الأوبئة كما تبين من خلال ما تعرفنا عليه في المخبر.
بتوضيح أدق أن تحليل بسيار يستخدم في بحوث البيولوجيا الجزيئية، من خلاله يستى اكتشاف تسلسل الحمض النووي واستنساخ التعبير الجيني.
ويحمل هذا المركز الطبي الأول من نوعه في الجزائر، آفاق كبيرة في وضع حد للأمراض الوبائية وأمراض أخرى سيما كورونا باعتباره وباء مستجد، يهتم “جينيتيكال” بأن يطور تحاليل عيناته على غرار معهد باستور، والذي يكشف عن فيروس كورونا المتحورة “دلتا”.
ونشير إلى أن تحاليل بيسيار من بين أهم الكواشف الطبية في الوضع الوبائي الراهن، كلما ارتفع اجراءه يقابله تراجع الحالات الوبائية، وحاليا في المؤسسات الإدارية، أصبح مطلوبا إرفاقه من طرف المستخدمين، في إطار الحفاظ على الصحة العمومية.
ويربط أخصائيون سبب ارتفاع الحالات إلى احجام الكثير من الإصابات في إجراء تحليل بيسيار، في الوقت المناسب لتفادي تفشي الفيروس، لكن كذلك هناك من المرضى المصابون بكورونا من يختارون اجراء تحليل بيسيار بعد 14 يوما للتأكد من اختفاء الفيروس وللحصول على نتيجة سلبية.
ح/ن