استقبل المستشفى الجامعي لتلمسان أطفالا في حدود 04 سنوات مصابين بفيروس كورونا وتتراوح أعمار الأطفال المصابين ما بين 9 أشهر و17 عاما، حسبما أوضحه مسؤولون بمديرية الصحة لولاية تلمسان الذين أشاروا إلى أن المختصين لاحظوا أن الأطفال يصابون بالعدوى بعد حوالي أسبوعين من إصابة البالغين في نفس البيت، وتبين ـ حسبهم ـ هذه الملاحظة أهمية ممارسة البالغين للعزل الصحي لمدة 5 أيام على الأقل في حالة الإصابة مع ضرورة ارتداء القناع الواقي والتباعد الجسدي حتى داخل المنزل، حتى لا تصيب العدوى الآخرين بمن فيهم الأطفال، كما توصي مديرية الصحة.
بالمقابل تسجل المؤسسة العمومية الاستشفائية “شعبان حمدون” بمغنية، على مستوى مصلحة الاستعجالات ومصلحة كوفيد19، تزايد في عدد الوفيات بهذا الوباء، حيث تحصي منذ بداية الموجة الثالثة من وباء كورونا والتي أكد بشأنها أطباء المستشفى أنها تتميز إضافة إلى سرعة الانتشار بقوة التأثير ما يفوق 100 حالة وفاة منها حالات في العشرينيات من العمر، واستقبال أكثر 200 حالة إصابة التي لم تستثني أحدا، ناهيك عن الحالات التي توجه للمنزل لخوض بروتوكولها الصحي وهي حالات حسب الأطباء لاتستدعي المكوث بالمستشفى.
ويعتبر نقص الأكسجين ونفاده قبل وصول جرعات أخرى التي يتم اقتناؤها من ولايتي وهران وسيدي بلعباس على متن شاحنات حسب الفريق الطبي، أحد مسببات الوفاة باعتبار أن معظم الحالات التي يتم استقبالها تكون في حالة حرجة سواء من الكهول أو الشيوخ أو بعض الأحياء الشباب من كلا الجنسين والتي لا تستدعي التأخير، خاصة وان الأسبوع الأخير من هذه الذروة عرفت تزايد الطلب على الأكسجين الطبي بشكل قياسي مع تضاعف أعداد الإصابات بفيروس كورونا حيث يؤكد الأطباء بأن المتحور الهندي “دالتا” أصبح الأكثر انتشارا في الجزائر بنسبة 90 بالمائة مقارنة بكل المتحورات الأخرى والمعروف عن هذه النسخة بأنها أكثر خطورة وأشدّ فتكا بالشخص المصاب فبدون مقدمات أو أعراض واضحة مثلما كان يحدث مع النسخة الأصلية من كوفـيد19 يدخل المتحور “دالتا” مباشرة إلى الرئتين ويحدث خلالا وظيفيا بهما ومن تم يصاب المريض بضيق حاد في التنفس يصل إلى نسبة 70 بالمائة وفي هذه المرحلة يصعب إنقاذ الأرواح لأن الأكسجين لا يصل الرئتين و من تم الأعضاء الحيوية للجسم بالقدر الكافي.
ليالي بيضاء وحالة من الهلع والفزع يوميا
ليالي بيضاء وحالة من الهلع والفزع يوميا يعيشها الطاقم الطبي وعائلات المصابين عبر مستشفيات تلمسان وفي مقدمتها المستشفى الجامعي تلمسان، وكذا مستشفى مغنية، الغزوات، الرمشي، ندرومة…وغيرها، بسبب الحصة من الأكسجين الممنوحة والتي لم تعد كافية بالنظر لعدد المصابين المتزايد يوميا، تدخلات استعجالية في كل دقيقة من أجل الحفاظ على ما تبقى من مخزون المستشفيات في انتظار كل مستشفى حصته اليومية والتي قد تصل متأخرة منها الثانية صباحا، ومستشفى آخر الخامسة صباحا وما شابه ذلك، الأمر الذي تضطر من خلاله المستشفيات بالتنسيق مع الجمعيات الخيرية يوميا للبحث عن الحلول السريعة التي تجنيها تسجيل أضرار جسمانية متفاوتة الخطورة وطلب المساعدة من الخواص.
ع. فــاروق