صدم “انتهازيون” للأزمة التي تعيشها البلاد من تفشي وباء “دلتا”كورونا، والحجر الصحي الذي فرض شلّ وسائل النقل الحضري نهاية عطلة الأسبوع، بما لم يكن في الحسبان، وهذا لدى تعمّد فئة من “الطاكسيات” بوهران، التحايل بطريقة درامية على المواطن الذي أخرجته احتياجاته ومصالحه كالعمل الجمعة، حيث قام البعض باستغلال شل النقل الحضري للمسافرين وراحوا يفرضون مقابل ضعف ما هو مطلوب بتطويل مسافة الطريق واقتيادهم لشوارع خارج التي يريد قصدها الزبون.
وحذا البعض من أصحاب سيارات الأجرة، حذو سيارات “الكلونديستان”، بسلخ جيوب المواطنين الذين فرضت حاجتهم طلب النقل أمس الجمعة، حيث اشتكى العشرات من تحايل هؤلاء في وقت تعيش فيه عاصمة الغرب أزمة صحية تدعو الجميع إلى التكاثف والتلاحم والرحمة، حيث تم شل وسائل النقل كالترامواي والحافلات، بينما وجد سواق طاكسيات بالولاية ضالتهم في تعمد سلوكيات مشينة ألحقت حرب تلاسن، وشجارات، خاصة لدى لمسهم أن الطاكسي قد سلك وجهة لم يطلبها الزبون، والذي وجد نفسه يدفع ضعف المقابل الذي اعتاد عليه بـ50 بالمائة.
وفي شكوى مواطنين أنهم استيقظوا على حيل بعض أصحاب سيارات الأجرة، المنتهزين للجائحة، على غرار زبون نزل ساخطا من كثر صدمه بتغيير وجهات الطريق، رغم أن اتجاهه واضح ولا يعاني أي اختناق في حركة السير، أو شيئ آخر، على غرار مواطنون بحي الياسمين والصباح، وايسطو وجدوا أنفسهم يتجولون في رحلة يدفعون تكاليفها في الملينيوم والعقيد لطفي، والاشلام، وقومبيطا، وما هي إلا عينات، حيث وصلت أصداء غير ايجابية بالنسبة لشغل الطاكسيات والتي لم يهدأ لأصحابها بال إذ راحوا يقامرون في توصيل المواطنين بضعف المقابل سالكين منهج الكلونديستان مع أنهم يعملون وفق تسعيرة العداد.
أصحاب سيارات الأجرة الذين نشطوا امس الجمعة تزامنا مع تنفيذ الحجر الصحي، كان من المفروض أن يقفوا الى جانب المواطن في محنته، وهم من عاشوا المحن في شدة الوباء في العام المنصرم، وما إن أتيحت لهم الفرصة في العمل وفق البرتوكول الصحي، حتى خرج مافيا الأزمات لينتهزوا الوضع، غير أن المواطن لمس أنه هناك فئة دون أخرى تعمدت مثل هذه السلوكيات “العرجاء”، دون أخرى، على أساس يوجد من سائقي الأجرة الذين وزعوا مهامهم في خدمة الزبون في يوم عطلة نهاية الأسبوع كغيره من سائر أيام الأسبوع.
فلا هم تشاجروا مع المواطن، ولا المواطن شاجرهم بما أنهم أدركوا ما يكفيهم من الدرس السابق، والذي جعلهم يحرمون من العمل، لدرجة أن منحة المليون سنتيم لم تكون كافية في كسب قوت يومهم.
وكانت سيارات الأجرة أكثر طلبا من المواطن، الذي عبر عن فرحته لنشاطها عطلة نهاية الأسبوع، وهذا تزامنا مع شل حركة نقل الترامواي وحافلات نقل المسافرين، والنقل بالسكة الحديدية، حيث تعززت خدماتهم.
وبحسب بعض سيارات الأجرة، أنهم يوم الخميس تلقّوا استفسارا من مواطنين وأكدوا بأنهم سيتجندون للنقل الجمعة والسبت، ويخففون من عناء المواطن تلبية لإحتياجاته، وبأنهم لا يتفقون مع من يستغل الأزمة الصحية في زيادة “أزمة على أزمة”، وهم في هذا الإتجاه سيعملون يدا واحدة حتى لا يقع أي تعطيل في النقل.
كما أبدوا حقهم في النشاط، وعدم التوقف، خارج توقيت الحجر الصحي بالولاية من الثامنة مساء إلى السادسة صباحا، وهذا على خلفية عمل سيارات “الكلونديسان”، لهذا من الأحسن أن يواصلوا خدمتهم وفق البرتوكول الصحي، الذي يستوجب احترام عدد المقاعد بمعل مقعدين، كذلك لأن هذا يضمن صحتهم هم الآخرين.
من جهته، أكد معاذ عابد المنسق الولائي للإتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، أنهم سيتدخلون لتوعية ناقلي سيارات الأجرة بأن ينضبطوا في نقل المواطن، وأن يتجندوا في الأزمة ويكونوا في واجهة القطاعات الخدماتية، بحسن الخدمة وعدم تكليف المواطن خارج طاقته بفرض ضعف المقابل، وهذا بسلك المسافة المعتاد عليها حسب خصوصية كل منطقة، واحترام الزبون حتى يكون الطرفين على وفاق.
ح/نصيرة