تم أول أمس، تنصيب خلية ولائية لإحصاء النقاط السوداء بولاية وهران ، وباشرت عملها بشكل استعجالي ، بعدما تدهورت الوضعية البيئية في ظل الانتشار الرهيب للأوساخ والقمامات العشوائية في كل أحياء وشوارع الولاية ، وما صاحب ذلك من موجات غضب واستنكار من الجميع ، وتهاطلت شكاوى المواطنين على الجهات المسؤولة ،من أجل وضع حد لهذه الكارثة البيئية التي استفحلت بشكل ملفت للانتباه بعد عيد الأضحى المبارك ، حيث تحوّلت أغلب أحياء وهران لمراتع وبؤر لانتشار القمامة العشوائية ، والذي لم يتم في أعقابه التدخّل في الوقت اللاّزم وكما يجب من الجهات المعنية ما أحدث الكارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى .
فالمشكلة عمّت جميع الأحياء والشوارع التي تحولت الى بؤر لتكدّس القمامات والزبالات المترامية هنا وهناك بصفة غير لائقة ،أنمّت عن غياب الحس البيئي ونقص الوعي ببيئة نظيفة ، ساهم فيه المواطن والمسؤولين على حدّ السواء ، وأظهر الواقع المشين الذي تعيشه أغلب شوارع وهران ، الكثير من العيوب في معالجة ملف النظافة بوهران ، وبيّن غياب واضح لإستراتيجية فعّالة وناجعة والتي لم تضع أي مخطّطات استعجالية لاحتواء الأزمة التي تفاقمت بشكل كبير خلال أيّام عيد الأضحى المبارك ،حيث لم تجهز دوريات نظافة لرفع القمامة وبقايا مخلّفات العيد التي باتت تكتسح الشوارع وتعم الروائح الكريهة الطرقات والزوايا وجميع الأمكنة في منظر تشمئز له النفوس ، في ظل غياب حملات التنظيف ، كما لم يتأهّب رجال النظافة في جمع الزبالة المنتشرة في كلّ مكان وهم المجنّدون بحملها من الحاويات المخصّصة لرميها وليس في كل نقطة ، كما ساهم نقص العمّال والوسائل المجنّدة للعملية في تأزم الوضع ، بالرغم من الإمكانات المسخّرة ما يجعل مسالة التخطيط وتسيير هذا الملف اكثر من ضرورة في الوقت الراهن في ظل تعقّد الوضع الصحّي والبيئي الذي تعيشه وهران اليوم على غرار باقي ولايات الوطن، ومع تعالي الأصوات والمناشدات من المواطنين و الفاعلين من المجتمع المدني ، وهو ما تفطن اليه مسؤولو الولاية اليوم ،وبادروا بتشكيل هذه الخلية التي يعوّل عليها الكثير لتحسين الوضع البيئي والمساهمة في عودة النظافة للولاية التي غاب عنها بهائها منذ مدّة .
ب عائشة