على العادة طمأنت مؤسسة توزيع المياه “سيور” بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، ساكنة ولاية وهران، بضمان التموين بالمياه دون احتساب الكمية اليومية الموزعة، بحيث قد تفوق 500 ألف متر مكعب في اليوم حسب بيان صدر الأحد موازاة مع موجة العطش التي تعيشها معظم الأحياء، إذ اشتدت في بحر الأسبوع المنصرم وإلى أمس، بسبب تذبذب التوزيع.
وطالب زبائن مؤسسة “سيور”، بالإفراج عن نظام التوزيع الحقيقي للمياه، على أساس أن من كانوا في السابق يتزوّدون بالماء وفق نظام 24 على 24 ساعة، شحّت حنفياتهم منذ فترة من حلول الصائفة، سرعان ما اشتدت طيلة الأسبوع المنصرم، دون سابق إنذار أو بيان نزل عن الشركة على الأقل حسبما آخذوها في شكاواهم بأنه كان من المفروض أن ينزل بيان عن أشغال تباشر في حي ما، أو عطب أو تغيير في برنامج التوزيع.
وتعاني أحياء متفرقة، من شحّ المياه، كمسرغين، بئر الجير أحياء وهران، والسانية، وعلى العموم عديد الأحياء بالجهة الشرقية لا تعد ولا تحصى بالإضافة إلى الكورنيش الوهراني، توحد انشغالها في المعاناة من التزود اليومي بالماء الشروب، بل وإن الحنفيات أصبحت تقطر بالماء بسبب ضعف ضخها خاصة بالنسبة للعمارات ذات 5 و9 طوابق وما فوق، يدوخ قاطنوها سبعة دوخات حتى يروا الماء.
وأكثر من هذا فإنه في حي واحد مثلا، جهة تشرب الماء وجهة تعطش لعدم وصلوله، وتظل تنتظر ساعة انقطاعه على الأخرى حتى يجري تموينها في نفس الحي.
الأزمة تشتد رغم تأكيد مسؤولين تموين الأحياء بالماء الشروب
ما أخلط الحابل بالنابل، وجعل المواطن يغضب بأيام فقط قبل عيد الأضحى وفي ظل جائحة كورونا التي ارتفعت إلى عدد قياسي يفوق 110 حالات في اليوم بوهران، المصنفة بحكم كثافتها السكانية كأكبر ولاية متضررة من الوباء.
والمواطن بعاصمة الغرب العطشانة، أصبح همه بعد يومي العيد المبارك للنحر هو أن يرى الماء بحنفيته ولو ببرنامج توزيع يكون محاطا به على علم، بدل أن يتشحطط في حراسة الحنفية كل يوم وحتى ساعات يخلد فيها للنوم، أصبح لا ينام خوفا من أن يضيع فرصته في ملأ الدلاء.
لهذا فإن ساكنة وهران، باتت تحلم بالماء، مع أن العديد منهم تدعموا بصهاريج خاصة “السيتيرنا”، تنقذهم ساعات التذبذب وانقطاع الحنفيات، لكن هناك من لا تنقذه ظروفه في العيش اما ضيق السكن، حيث أصبح الماء لا يصل إلا من رحم ربك.
ليتجدد بذلك سيناريو انقطاع عاشت حدته الولاية منذ العام المنصرم، وقبله كذلك شهد تذبذبا منقطع النظير بالرغم من مشاريع ضخمة استفادت منها عاصمة الغرب.
ونشير إلى أن، التذبذب الذي اجتاح أحياء بالولاية، إن لم نتقل معظمها، يتمثل في انقطاع الماء ليوم أو يومين على أحياء، وبعودة التزود بالماء ينقطع على أحياء أخرى وهكذا، فيما تخوف مواطنون من يستغرق الانقطاع لأسبوع على غرار ما تعيشه مناطق.
وتضمن بيان لشركة توزيع المياه والتطهير سيور أمس الأحد، أنه “بمناسبة عيد الأضحى اتخذت الشركة عدة اجراءات خاصة.
وبأن حجم المياه المخزنة عشيبة يومي العيد ستسمح بضمان
دون احتساب كمية المياه اليومية الموجهة للولاية”، مؤكدة سهرها على الأداء الجيد لمرافق وشبكات التوزيع والعمل على تعبئة الخزانات من خلال تجنيد الموارد البشرية والعتاد وضمان المداومة على كل المستويات، سواء المتعلقة بالإنتاج أو التوزيع بالمياه الصالحة للشرب دون احتساب كمية المياه اليومية الموجهة للولاية.
ودعت شركة سيور المواطنين إلى الاستعمال العقلاني للمياه، وعدم رمي بقايا الأضاحي عبر المجاري المائية، وعدم رفع اغطية المجاري المائية، البالوعات وهذا من خلال تبني سلوك يتلخص في وضع كل الفضلات في اكياس ورميها في الحاويات العمومية المخصصة لها.
جواد/ح