تبدو الوضعية الوبائية في ولاية سيدي بلعباس خارج السيطرة في ظل التراخي في التزام المواطنين بالاجراءات الاحترازية، فرغم ان اصداء الارقام اليومية و تحذيرات المختصين التي تشير الى موجة ثالثة من الجائحة و دعوات الالتزام باجراءات الحد من انتقال العدوى الا أن سلوكيات المواطنين في الفضاءات المفتوحة ووسائل النقل و المرافق و الاسواق لا يعكس ذلك ، بعد ان سقطت مسافة التباعد و الاجراءات الوقائية بشكل شبه تام في مقابل عودة محتشمة من طرف بعض التجار خلال هذا الاسبوع الى احترام البروتوكول الصحي في المحلات خوفا من “البروسي” و العقوبات القانونية .
ممتهني الصحة بولاية سيدي بلعباس مستاؤون و متخوفون من الاستمرار في التراخي والاستهتار وعدم التقيّد بالإجراءات الوقائية، حيث قالوا بان هذا الامر سيؤدي حتما إلى تسجيل تسارع في وتيرة تفشي الفيروس وبالتالي الدخول في دائرة الخطر ، هذا و اشار الاطباء إلى الاستهتار الكبير لدى المواطنين في تطبيق تدابير الوقاية وكأن فيروس كوفيد 19 أصبح من الماضي، رغم تسجيل 21 إصابة يوم اول امس السبت .
وفي ذات قال لنا رئيس لجنة الصحة وحماية البيئة حامدي عبد الرحيم بان السلوك السيء في غياب أدنى بروتوكول في شوارعنا يؤجج من خطورة الوضع , وعدم استيعاب المواطنين للكلام الذي نخاطبهم به ، ويخاطبهم الرسميين ومحترفي الصحة على اننا لمسنا القاع ، وان مازال بعض البشر تكذب إرتفاع للاصابة بالفيروس ، ومازالت تكذب ان اللقاح فقط من أجل التسويق والكلام الذي سيدخلنا ليس في حائط فقط ولكن سيؤدي بنا الى مالا يحمد عقباه .
و اضاف محدثنا بان الوضع الوبائي كارثي بالولاية و الامر الذي يدل ذلك هو ارتفاع العدد في مستشفى دحماني سليمان ، و عليه تم فتح مستشفى حساني عبد القادر الذي اصبح يخصص لاستقبال الحالات المصابة بالفيروس ، هذا و قد سجلت مصالح المستشفى المرجعي الولائي للكوفيد دحماني سليمان 70 حالة مقيمة في هذا المستشفى منها 10 في مصلحة الإنعاش ، بينما سجل مستشفى حساني عبدالقادر دخول 29 حالة منها 21 حالة في مصلحة إعادة التاهيل service de rééducation ، إضافة ل 8 حالات في مصلحة الكشوفات المتخصصة ، وبالتالي فان مجموع الحالات المصابة بالفيروس في كلتا المستشفيين فقد بلغ 99 حالة .
و امام هذه الارقام المخيفة دعا رئيس لجنة الصحة الجهات المعنية إلى ضرورة إعادة عقد إجتماع امني صحي للولاية قصد اتخاذ الاجراءات الكفيلة بوضع حذ لتفشي الوباء ، خاصة وان الوضع خرج عن السيطرة في ظل الاعراس و عدم تجنب التجمعات في الاماكن العمومية أين تزداد احتمالية انتشار العدوى .
بلعمش عبد الغني