يتوّقع مراقبون أن تنخفض أسعار الاضاحي عشية عيد الأضحى المبارك ، بنحو 5 آلاف دينار ، بعدما بلغت ذروتها القصوى أيّام الثلاث الأخيرة ،في ظل المنافسة الشرسة والمضاربة الحاصلة اليوم ، قبل بدء العد التنازلي لاستقبال والاحتفال بهذه المناسبة الدينية .
حيث عرفت مختلف نقاط البيع المعتمدة وغير الشرعية منها يومي قبيل عيد الأضحى المبارك ، تهافت المئات من المواطنين من أجل اقتناء الأضحية حسبما لاحظته الوطني في جولة استطلاعية.
ورغم ان الموالين اعتبروا ان أسعار الاضاحي هذا العام تعتمد على العرض والطلب وعرفت ارتفاعا طفيفا بالنظر الى ارتفاع أسعار العلف ، غير أن واقع الحال وحقيقة الميدان تكذب هذه التبريرات ،والكّل أجمع على غلائها الفاحش هذا الموسم مقارنة بالمواسم الفارطة .
تعيش وهران هذه الأيّام على وقع الترتيبات والتحضيرات لعيد الأضحى المبارك، حيث عرفت نقاط البيع المعتمدة وكذا غير الشرعية بمناطق عدّة بالولاية ، على غرار السانية ، سيدي البشير ، حاسي بونيف واد تليلات ، بوتليليس ،عين البيضاء حي الصباح… تدفق مختلف السلالات من الماشية المعروضة للبيع، وما صاحبها من ارتفاع جنوني لأسعارها هذا الموسم ، مقارنة بالمواسم الفارطة ،وتجوز سقفها الحد المعقول نهرا أمس السبت، في ظل الإقبال الكبير من المواطنين الذين ترددّوا لعدّة أيّام على الماشية المعروضة للبيع بمختلف المواقع ،علّهم يجدون الماشية الأقل سعرا ، إلاّ أن الغلاء الفاحش بهذا الموسم اذهل الجميع وفي غير متناول عامة الناس وهذا بشهادة المواطنين والمربين والعارفين في هذا المجال .
أصغر اضحية بـ42 ألف والمتوسط الحجم بـ62 ألف دينار
وخلال جولة قادتنا لعدد من نقاط البيع ، استوقفنا عند أحد البائع المنحدر من ولاية معسكر والذي يتنقل كل عام الى وهران ،وتحديدا بنقطة البيع الصباح ، من أجل بيع ماشيته باعتبارها من اكبر المواقع التي تستقطب المواطنين من مختلف الأحياء وتعرف هذه التجارة رواجا ،معتبرا أن رؤوس الماشية المعروضة للبيع هذا العام متباينة وتتراوح بين 42 ألف دينار و 62 الف دينرا مؤكدا بأن الأسعار لم تعرف زيادة كبيرة وفنّد غلاء الاضاحي الكبير بهذا الموسم مشيرا الى ان الزيادة قليلة تقدر بين 4 آلاف و 5 آلاف دينار فقط مبررّ هذا ” الارتفاع الطفيف” “
بالصعوبة التي تواجههم في اقتناء الأعلاف مع ارتفاع أسعارها والتي تجاوز سعر الأجود منها 7000 دينار للقنطار الواحد. بينما يتراوح العلف الأقل جودة بين 350 و 600 دينار الى جانب أن التكاليف تربية والاعتناء بالمشاية تدخل في تحديد سعر الماشية .
60 بالمائة اشتروا الاضحية أمس
هذه التصريحات فنّدتها حقيقة الأرقام وأرض الميدان ،والجاهل بمجال بيع الماشية يمكنه لمس الزيادة الجنونية للأضاحي هذا العام ، حيث ورغم تباين أسعار المواشي بحسب سلالتها ونوعيتها ،غير أنّها لم تنزل عن سعر 4 ملايين سنيتم ، وفي أغلب الأحيان تستقر أسعار المعروض بين 48 ألف دينار الى 60 ألف دينار ، كما أن الماشية المطروحة للبيع لا يتناسب ثمنها مع وزنها وحجمها ،فما كان يعرض بالمواسم السابقة ب 3 ملايين سنيتم ، أصبح سعره اليوم ب 42 ألف دينار وما سعره اليوم 6 ملايين سنيتم لم يتجاوز بالموسم السابق 4 ملايين سنيتم و800 ألف .
جمعية حماية المستهلك: الأضحية ارتفعت بـ60 بالمائة
وفي هذا السياق أشارت جمعية حماية المستهلك أن سعر الأضاحي هذا العام ارتفع بشكل كبير، بمعدل يقارب مليوني سنتيم ،أي بارتفاع يقدّر بنسبة 60 بالمائة ، وهو ما يؤكد على أن موسم الاضاحي هذا العام كان الأكثر غلاء ، في الوقت الذي ساهمت المضاربة في هذه الزيادة الفائقة بشراء الاضاحي من المربّين والموّالين لاسيما المتواجدين بالمناطق السهبية والرعوية وإعادة بيعها بالأسواق ونقاط البيع بوهران على غرار باقي الولايات الأخرى بمبالغ مضاعفة وهو تقليد متعارف عليه يتخذّه الانتهازيين مستغلّين هذا الظرف لنهب جيب المواطن من جديد مقتنصين الفرصة للكسب السريع، على حساب المواطن البسيط الذي استنزفته وأرهقته انهيار قدرته الشرائية مع كل موسم أو مناسبة .وفيما يتوقع مراقبون ان تنخفض أسعار المشاية باليوم الأخير قبل حلول العيد وهو ما يتأمله الكثير من المواطنين الذين ينتظرون الى غاية خر موعد لشراء اضحيتهم وهذا اتباعا واقتداء لسنة نبيّنا إبراهيم عليه السلام .
انتعاش تجارة الباربيكيو والشوايات والسكاكين
وعلى صعيد آخر ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك، انتعشت في الآونة الأخيرة ظاهرة التجارة الموسمية الخاصة ببيع لوازم النحر والذبح، على مستوى مختلف الأحياء والشوارع ، بوهران وضواحيها وباتت هذه النشاط التجاري المؤقت ، يغري الكثير من الباعة والتجار الموسميين وحتى العاطلين عن العمل ، فالكّل راح يقتني مجموعة من اللوازم الخاصة بالذبح لعرضها للبيع في ايّ زاوية او مكان وحتى على حواف الطرقات واستغلال الأرصفة ، وغيرها من أجل اقتناص الفرصة والربح السريع ،من وراء بيع المستلزمات والوسائل المستخدمة بطقوس ذبح الأضاحي .
يعرف العديد من المواطنين، اقبالا منقط النظير بالأسبوعين الآخرين، على شراء الأغراض الخاصة بالذبح قبل شراء العيادة ، وبات التبضع وشراء مختلف أغراض الذبيحة كل عام من تقاليد وعادات الأسر الجزائرية التي تفضّل التبضّع وتجهيز انفسها باستعمال مستلزمات جديدة ،حيث راح الكثيرون يقتنون مختلف الأغراض والوسائل المستخدمة في عمليات الذبح كالسكاكين والسواطير وغيرها ، المعروضة بمختلف نقاط البيع على مستوى المحلاّت التجارية المختصة بهذا النوع من الأغراض ، وحتى بعض التجار فضّلوا تغيير نشاطهم بتخصيص جناح خاص بعرض منتوجات الذبيحة ، بمحلاّتهم ومنهم من فضّل عرض طاولات والافتراش بالقرب من محلّاتهم واستغلال هذا الظرف من أجل الربح السريع .
تجارة بيع مختلف أغراض الذبح والنحر الأضاحي ، باتت تقليد وفرصة للكثيرين للاسترزاق من هذه التجارة الموسمية ولم يعد حكرا على التجار النظامين وأصحاب المحلاّت المتخصصة ببيع الأواني والمواد البلاستيكية فقط ، وإنّما اهتدى الكثير من الشباب الى استغلال هذه المناسبة للحصول على بعض المال حيث يتوجهون لتوفير مختلف الأغراض وعرضها للبيع ، لاسيما بالأحياء والشوارع التي تعرف حركة تجارية ونشاطا كبيرين مستغلين فرصة الإقبال الكبير على شراء هذه السلع قبيل حلول العيد المبارك ، على غرار حي الياسمين والسلام ومنطقة بلقايد بالجهة الشرقية وكذا منطقة عين البيضاء والحاسي وحي يغموراسن والبدر غيرها ، حيث يحتاج البائع الى مظّلات الشمسية فقط ويختار المكان الأكثر جدبا ليفترش طاولته ويعرض منتوجاته من سكاكين النحر والذبح وسواطير للتقطيع الأضاحي والتي تختلف أسعارها بحسب نوعية وجودة المنتوج فجميع الأسعار معروضة وبحسب مقدور الشاري وحتى وأكياس بلاستيكة والحبل الذي يستخدم في تعليق الكبش و اللّوازم الخاصة بالشواء كاسسافيد و الباربيكيو التي يتراوح سعرها من 300 دج الى غاية 15 الف دج ،إضافة الى الشوايات التي يتراوح سعرها بين 500 و 600 دينار والألواح المخصص للتقطيع الذي تصل الى ألفين دج كما أن سعر الفحم بين 80 دج للكيلوغرام الواحد و 100 دينار وهو نفس سعر التبن المخصص لتعليف الماشية من طرف المواطنين الذين يقتنون أضاحيهم أيّام قبل حلول العيد المبارك .
أطفال يعرضون الفحم والتبن للبيع بقارعة الطريق براس العين
ظاهرة جديدة دخلت مجتمعنا هذا العام ، من خلال اقحام الفئة العمرية الصغيرة من أطفال تتراوح أعمارهم 10 و 15 سنة في هذه التجارة الموسمية ، حيث اختار البعض زج أبنائهم للعمل طباعة متجولين بمختلف احياء الولاية لاسيما بمنطقة راس العين ، حيث وعلى طول الطريق يفترش العديد من الأطفال طاولاتهم على حواف الطريق لبيع المفاحم والتبن الذي يتم عرضه بصفة عشوائية وبمختلف الأماكن ،غير آبهين بعواقب الأمور ،كما اتجه البعض الى شراء الآلات التي تستخدم في شذب وسنّ السكاكين والسواطير الخاصة بعملية ذبح وتقطيع الأضاحي ، أين يعمد الباعة الى اتخاذ الأماكن القريبة من الأحياء السكنية والعمارات ، من أجل تثيبتها بوصل الكهرباء من أجل استعمالها في سنّ الآلات الحديدة الحادّة معرضّين حياتهم للخطر ، في سبيل الكسب السريع من هذه التجارة الوقتية ، في الوقت الذي لم تتخذ فيه الجهات المسؤولة وأعوان المراقبة، أي إجراءات حيال ما يحصل .