بدأ العد التنازلي لعيد الأضحى المبارك، الذي لم يعد يفصلنا عنه غير 10 أيام، حيث يستعد المواطنون بوهران،على غرار كل ولايات الوطن والبلدان الإسلامية،لإحياء شعيرة النبي إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل، وشرعت السلطات المحلية بدورها في تجهيز نقاط البيع المعتمدة التي تم تحديدها ب 49 نقطة لهاته السنة، بينما سيفتتح سوق الكرمة للمواشي أبوابه للمواطنين بداية من نهار اليوم وسط إجراءات احترازية مشدّدة لمجابهة فيروس “كوفيد 19.“.
وفي في ظل ارتفاع أسعار الأضاحي دخل المواطن في سباق مع الزمن مت اجل الظفر بأضحية العيد لا لشيء سوى لإحياء سنة سيدنا ابراهيم الخليل وإدخال الفرحة على الأطفال.
حيث لجأت العديد من العائلات من محدودي الدخل إلى شراء الأضحية بالتقسيط من نقاط بيع عدة من بينها مزرعة بن علي ببطيوة التي شهدت اقبال عديد العائلات على شراء اضحية بالتقسيط، حيث أكد لنا أحد الزبائن أنه رب عائلة مكونة من 6 أفراد وهو متقاعد وراتب الشهري لا يكفيه لشراء خروف لا يزيد عن 5 مليون سنتم الأمر الذي اضطر إلى شراءها بالتقسيط على 4 دفعات ،من أجل اقتناء اضحية العيد
الأسعار الأولية لا تبّشر بالخير للطبقة الفقيرة والمتوسطة
جولة إلى عدد من نقاط البيع المعتمدة بوهران كفيلة بأن تؤكد للمواطن بأن الأسعار متساوية تقريبا لدى كل الموّالين، حيث لم تتواجد أي أضحية أقل من 32 ألف دج، علما أن هذه الأخيرة لا تكاد تصلح لأن تكون أضحية بسبب الحجم المتناهي الصغير لها، أما الأضاحي المتوسطة فتتراوح ما بين 45 ألف دينار و 60 ألف دينار، فيما يجمع العديد من الموالين الأضاحي التي يفوق سعرها 65 ألف دينار مع بعضها حتى يقوموا بتصنيف الزبائن حسب طاقتهم وقدرتهم، ويوجهون الأثرياء مباشرة إلى ذلك النوع ،ع لى إعتبار أنهم يفضلون المواشي الضخمة، أمّا باقي المواطنين فوجدت “الوطني” عددا منهم يفاصلون الباعة والموالين بالأسعار ،بينما يتم رفض أي نوع من التخفيضات مؤكّدين أن المواشي ستباع كلّها قبل عيد الأضحى المبارك.
عروض تقسيطية لعمال الوظيف العمومي يعتمدها الموّالون
لم يتردّد عدد من الموالين بوهران في وضع عروض مشجعة لاستقطاب الزبائن من الطبقة المتوسطة لحثهم على شراء الأضاحي لديهم، حيث اعتمد موالون بمسرغين ووادي تليلات، على ما يعرف بالتقسيط عن طريق “الشيكات” لتمكين الموظفين ،لاسيما بقطاعي الصحة والتربية من اقتناء الأضاحي، أين يقومون بدفع مبلغ 10 آلاف دينار كدفعة أولية، بينما يقدّمون باقي المبلغ على شيكات، كل واحد بقيمة 10 آلاف دينار ، يتم تسديدها على 3 أشهر ،حسب، نوعية الأضحية التي تم إقتناها وسعرها، علما أنها ليست المرة الأولى التي يقوم بها بعض الموالين باعتماد إستراتيجية مماثلة، مؤكّدين أنها فقط لتقديم يد العون للطبقة المتوسطة وليس للتخلّص من المواشي ،لأنه على حد تعبيرهم عملية البيع تسير بشكل سريع ،خلال عيد الأضحى، أمّا عن شروط الاستفادة فهي شهادة عمل ونسخة من بطاقة التعريف الوطنية، إضافة إلى الشيكات بالمبلغ المحدّد من قبل البائع والزبون.
طوابير بوكالة بنكية لرهن المجوهرات ومنح قروض لـ 3000 مواطن
من جهة أخرى فقد شهدت شبابيك وكالة بنك التنمية المحلية للقرض عن الرهن لوهران، تدفقا كبيرا للمواطنين خلال الأونة الأخيرة خاصة فئة النسوة وذلك بغرض رهن المجوهرات من معدن الذهب ويتعلق الأمر بحالات من محدودي الدخل والتي كانت تسابق الزمن من أجل إقتناء أضحية عيد الأضحى لا لشيء فقط من أجل إدخال الفرحة على أبنائها حيث أوردت مصادر مسؤولة لدى بنك التنمية المحلية، أن هناك نحو 3000 مواطن قدمت لهم قروض مالية خلال الشهري الجاري مقابل عمليات لرهن المجوهرات، لمعدن الذهب، حيث يسجل يوميا استقبال معدل 100 إلى 200 زبون على مستوى وكالة مديرية القرض لوهران، مقابل مدهم بقروض مالية، متفاوتة كل حسب وزن الذهب شرط أن يكون من عيار 18 قيراط أين يتم رهن المجوهرات التي بحوزتهم، أو التي هم بصدد رهنها، وقد تقدر قيمة القروض الممنوحة إلى أحيانا إلى أكثر من 45 مليون سنتم، كما أن المبلغ المالي المحدد عن كل غرام من الذهب يصل إلى ألفي دينار، مشيرا أن مدة تسديد هذا الرهن محدد بـ 6 أشهر قابلة لتجديد، على مدار 3 سنوات كاملة وفي حالة إنقضاء هذه المدة أو تخلي صاحبها عن مجوهرات، مخالفا المدة القانونية الممنوحة له فإن المجوهرات توجه للبيع بالمزاد العلني. كما عملية مد القروض تخضع لإجراءات إدارية، وهي على الزبون إحضار نسخة من شهادة الميلاد وبطاقة التعريف الوطنية وشهادة الإقامة مع ملئ استمارة يدون بها معلوماته الشخصية من بينها رقم الهاتف والبريد الإلكتروني.
ركود بعملية البيع والإقبال على القصابات لتخزين اللحّوم الحمراء
في ذات السياق، أكّد عدد من الموالين ببلدية مسرغين، بأن عملية البيع خلال السنة الحالية تعرف نوعا من الركود، ولا يعلم لحد الآن إن كان بسبب الغلاء أو أن المواطنين ينتظرون الأيّام الأخيرة الفاصلة عن عيد الأضحى ، من أجل الحصول على أضاحيهم، بينما ذهب آخرون للتأكيد بأن استمرار غلق الحدود أثر بشكل كبير على عملية البيع ليس بموسم العيد فقط، إنما بموسم الصيف بشكل عام، لأن الجزائريين المغتربين كانوا يفضلون في وقت سابق تمضية عيد الأضحى بوطنهم رفقة عائلاتهم إلاّ أن الأمر اختلف السنة المنصرمة والحالية، ومع أن الأمر لم يؤثر على مداخيل الموالين ،حسبما يؤكدونه إلا أنه تسبب في بطئ شديد بعملية البيع، خصوصا أم طبقة كبيرة من المواطنين لم تعد تسعفها ظروفها المادية لاقتناء الأضحية.
بينما شهدت أمس ،الأسواق المحلية لقصابات إقبالا كبيرا من قبل العديد من العائلات التي لم تتمكن من شراء أضحية العيد ،بسبب ارتفاعها التي تراوحت ما بين 32000 إلى 75 ألف دينار، الأمر الذي دفع ببعض العائلات إلى شراء اللّحوم نتيجة ضعف قدرتهم الشرائية حيث تراوح سعر الكيلوغرام ما بين 1300 و 1350 دينار.
وحسب ما أوضحه لنا أحد المواطنين الذي كان بصدد اقتناء كمية محدودة لعائلته وتخزينها بالمبرد “حتى اللحوم الحمراء لم تسلم من لهيب الأسعار فأنا رب لعائلة ومرتبي الشهري الذي لا يتجاوز 25 ألف لا يكفي حتى لتسديد الحاجيات، والمتطلبات المنزلية لذا قررت شراء كمية من اللحم والأحشاء حتى لا أحرم عائلتي من طعم اللحم “.
من جهة أخرى أوضح العديد من أصحاب القصابات أن هناك عدة طلبات من قبل العديد من العائلات التي قامت بدفع مبالغ مالية متفاوتة حسب حاجة كل عائلة من أجل توفير طلباتهم عشية العديد.
ويتعلق الأمر بالأخص من ذوي الدخل المحدود، وقد أرجع صاحب قصابة الذي يعتبر أيضا موال، أن سبب ارتفاع أسعار المواشي لم يعد يقتصر على ارتفاع أسعار العلف فقط بل إن ظاهرة تهريب الماشية تسببت في انعكاس أسعارها بالسوق المحلية سواء في مناسبة عيد الأضحى أو حتى خلال الأيام العادية حيث تقفز أحيانا أسعار اللحوم الحمراء إلى أعلى مستوياتها بالقصابات ، وبالتالي حرمان المستهلك من هذه المادة الأساسية وتضرر الثروة الحيوانية ببلادنا.
سلالات راقية من البيض والنعامة تباع للأثرياء فقط
نقاط البيع بوهران لا تختلف من حيث الموالين فقط، إنّما من حيث السلالات الخاصة بالكباش، حيث يتواجد بعض الموالين يقصدهم بعض المواطنين فقط للفرجة ومعاينة نوعية الأضاحي التي لديهم، إذ تعد من السلالات الراقية.
حسب ما أكده أحد الموالين من البيض، مضيفا بأنه يأتي كل سنة إلى ولاية وهران من أجل بيع تلك النوعية من الأضاحي بنفسه، بينما يقوم ببيع السلالات العادية إلى تجار آخرين ليعيدوا بيعها، أما السلالة العريقة فلا تقدم إلا للزبون، ويتراوح سعر أقلها 70 ألف دينار، بينما يصل لغاية 140000 دينار، أما عملية بيعها فتكون سريعة جدا لأن توصيات خاصة يتلقاها الموالون لإبقاء بعض الرؤوس منها لزبائن محددين، أما عن الفرق بينها وبين باقي المواشي فأكد ذات المتحدث “ع.ق” بأن تلك المواشي ترجع لسلالات راقية بالجزائر مثل سلالة أولاد جلال فضلا عن نوعية الأكل الذي تتلقاه وظروف تربيتها الخاصة، وبالتالي اختلاف نوعية لحومها عن الأخرى، وهو ما يعرفه الزبون جيّدا ،لذلك لا يتردد في دفع أموال طائلة لاقتنائها للأضحية.
موالون من تيارت ومعسكر وبشّار للبيع بوهران
بيع أضاحي العيد بسوق المواشي بالكرمة لا يفتتح أبوابه لموالي وهران فحسب، إنّما معظم موالي ولايات الوطن يفضلون وهران ،على اعتبار أنها سوق ضخم، حيث سيشرعون بداية من نهار اليوم في التنافس لإرضاء الزبون، من أجل تسويق مواشيهم له، في ظروف احترازية بالغة فرضتها السلطات الوصية ،بسبب الزيادة “المخيفة” في عدد الإصابات بوباء “كوفيد 19″، بينما لم يخفي الموالون القادمون من الولايات المجاورة مخاوفهم من قيام الجهات الوصية بإغلاق الأسواق خشية زيادة عدد الإصابات، وهو ما قد يسبب لهم خسائر مادية كبيرة بعد أن برمجوا عملية البيع بوهران، على الرغم من أن السلطات لم تتحدث عن احتمالية مماثلة لحد الآن، وهو ما دفعهم لأخذ كل الإجراءات الوقائية لتفادي عملية الغلق وعلى رأسها التباعد وإرتداء القناع الواقي بشكل مستمر وإجباري فضلا عن عملية التعقيم المستمرة واليومية للمحيط بالتعاون مع السلطات المحلية.
لا تخفيض بالأسعار رغم الأيام الأخيرة الفاصلة عن عيد الأضحى
حول تخفيض الأسعار خلال اليوم الأخير الفاصل عن عيد الأضحى المبارك ،أكّد جل الموالين الذين التقتهم “الوطني” أن احتمالا مماثلا كان واردا خلال السنوات الماضية، أمّا الثلاث سنوات الأخيرة فقد تراجعت احتمالية انخفاض الأسعار خلال التاسع من ذي الحجة، لأن عملية البيع أصبت تحدث طوال السنة، على الرغم من أنّها تزيد خلال موسم العيد، إلاّ أن الموالين لم يعودوا يخشون كساد خرافهم ،لأن جلّهم لهم إتفاقيات مع جزارين وحتى مؤسسات وشركات للإطعام من أجل تزويدهم بالخراف طيلة أيام السنة، وهو ما يلعب دورا سلبيا بالنسبة للمواطنين الذين ينتظرون كل سنة إنخفاض الأسعار بالأيام الأخيرة، غير أن سياسة “التقسيط” المعتمدة من قبل عدد من الموالين ساعدت الطبقة الفقيرة والمتوسطة في اقتناء الأضاحي لعائلاتها دون أن تكلف نفسها ديونا إضافية.
الاتهامات باستغلال الشعيرة الدينية للكسب السريع مرفوضة من قبل الموّالين
رفض الموّالون الاتهامات الموّجهة إليهم باستغلال شعيرة دينية وهي عيد الأضحى المبارك ،من أجل الرفع من الأسعار بغرض الكسب السريع، حيث طلبوا من المواطنين التوجه والسؤال عن سعر الأعلاف ليعرفوا سبب ارتفاع أسعار المواشي، أين أكّد أحد الموالين من البيض بأنه غير مستعد لأن يخاطر بنوعية مواشيه ،عن طريق إطعامها أشياء تؤثر عليها، حيث يعتمد على الطعام المخصّص من الأعلاف للحفاظ على سمعته وسط الزبائن، وهو ما كلف زيادة طفيفة بالأسعار، مؤكدا هو وبعض الموالين أن العناية بالماشية وبيعها سليمة يتطلب تكاليف ضخمة على الزبون مراعاتها، وأي انخفاض مستقبلي بالتكاليف سيقابله انخفاض أكيد بالأسعار.