انطلقت الحملة الانتخابية بوهران، بمعنويات عالية لدى المترشحين للسباق، من حيث توحّدهم في إطلاق صور الملصقات التي تخصهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بينما غابت الملصقات من الأماكن المخصّصة لها عبر الأحياء رغم تسخير أكثر من 700 فضاء لذلك.
وأخذ نشر صور المترشحين بـ”الفايسبوك” حصة الأسد مقارنة بالأنشطة التي كان من المفروض بعثها خلال اليوم الأول من الحملة الانتخابية بنسبة 95 بالمائة.
بينما عدلت التشكيلات في معظمها عن عرض البرنامج الانتخابي وكل ما يتعلق باهتمام المواطن وقضايا الوطن لإحداث التغيير المرجوّ، حيث حوّلت تشكيلات مترشّحة من الحملة الإنتخابية مجرد عروض لوجوه ظهرت بربطات العنق وطواقم بدلات رسمية، بالنسبة لفئة المترشحين الرجال، وعروض أزياء وتجميل لمترشحات، وهو ما رمى بالكثيرين إلى شنّ حملات مضادة ضد ما وصفوه بالاستهتار بالحدث الذي يهدف إلى طرح برامج وأفكار للوصول إلى البرلمان.
وغابت معظم التشكيلات السياسية المترشحة من الأحزاب والقوائم المستقلة عن الميدان والمواطن، بينما فضلوا الميدان الافتراضي لعرض أرقام القوائم الانتخابية المتنافسة بصور مترشحين وعرض بورتريه خاص بمترشحين، مما أفقد الاستحقاقات نكهتها الأساسية، بما أن المواطن لسنوات وهو يعاني من بعد مسؤول عنه وغلق مكتبه، ومسؤول لا يستقبل، هاهي المناسبة الانتخابية تكتفي أول يوم لها من الحملة من عرض وجوه بالفضاءات الإفتراضية، بعدما كان مترشحون يتنافسون على التقرّب من المواطن لتقديم مجرّد وعود وكلام معسول، حيث أفقدت فعليا هكذا تصرّفات الانتخابيات نكهتها في السابق واليوم تعود بطعم آخر، يعتمد على فضاءات وهمية أو افتراضية.
وركّزت أقلية من الأحزاب على جعل الحدث متميزا كحمس و”الأفلان” اللتان افتتحه بتدشين مداومات ولائية وببعض البلديات، بينما افتتح البناء الوطني الحملة بوقفة رمزية بدار الأسدين بساحة أول نوفمبر ومن تمّ قادت فرسانه زيارة إلى منزل أقارب الشهيد أحمد زبانة، وإعطاء إشارة انطلاق دورة كروية لفائدة الشباب تحت رقم 16.
واللاّفت للانتباه، أن القوائم الحرّة، من جهتها لم تفوّت الحدث التشريعي بمنصّات التواصل الإجتماعي، بحيث أغرقته وظهرت في تنافس شديد للأحزاب بالأخص التي تسمّي نفسها بالكبيرة.
نافستهم بالصور وتداولها، أين لعب “البارتاج” دورا محوريا بالنسبة لهم، وعلى أوسع نطاق كانت تشكيلات قد اعتمدت على أدوات المسنجر وتوسّل من يعرف ولا يعرف مترشحين بنشر قوائمهم لتعريف المواطن بالرؤوس المترشحة والتشكيلات المنتمين إليها.
والملاحظ أن الصور منفردة لمترشحين بقوائم طغت مقارنة بالصور الأخرى، للمترشحين، ما دلّ على العمل الانفرادي في الترويج لحملة التشريعيات خاصة بالنظر إلى القوائم المفتوحة والتي لا تجبر الناخب بأن يختار جميع القائمة، بحيث سيكون مرخصا له باختيار المترشح الذي يريده.
إزاء هذا، فإن بعض التشكيلات المتنافسة في التشريعيات بوهران، كالأرندي وحمس والأفلان ومترشحين بالنهضة، أبدوا لنا بأن الأسبوع الأول من الحملة له طابع وشغل خاص بالنسبة لهم، فلا يهمّهم إلصاق الملصقات حاليا خوفا من تمزيقها وهم يعتمدون على أساليب خاصة مع الأسبوع الأخير من الحملة، حيث يشتد إلصاق صور المترشحين.
من جهتها، عقدت حركة مجتمع السلم بوهران، ندوة صحفية عرفت من خلالها على المترشحين، وتعهد المترشحون ببذل أقصى الجهود للقيام بالمهمة النيابية على أكمل وجه وإحداث القطيعة مع ممارسات الفساد والرداءة التي كانت نتيجة طبيعية للتزوير والعبث سابقا بأصوات الناخبين من طرف العصابة وأذنابها، كما تمّ نشره في مقطع عبر صفحتهم بـ”الفايسبوك” كذلك.
ح/نصيرة