المواطن في وهران يشتكي ويشتري ويبذّر

admin27 أبريل 2021آخر تحديث : منذ سنتين
admin
أخبارإقتصادتحقيقات
التبذير في رمضان
التبذير في رمضان

تدني القدرة الشرائية يلامس 60 بالمائة وتحذير من انفجار الوضع

زكي حريز: “ما نعيشه من مضاربة دليل على سوء التحضير لرمضان”

ح.نصيرة/ب.عائشة/

يضرب المستهلك أخماسا في أسداس ويخرج يوميا بقفة شبه فارغة، كلّما دخل السوق لقضاء احتياجاته الاستهلاكية بحكم الغلاء، وهو حال المستهلك بعاصمة الغرب التي لا تُحسد حالته  في الغلاء المتفشي والسالخ للجيوب منذ بداية شهر رمضان ومع مرور 15 يوما من الصيام، زاد تدني القدرة الشرائية للمواطن بنسبة 40 إلى 60 بالمائة حسب رئيس الفدرالية الوطنية لحماية المستهلك حريز زكي.

وانتقد حريز زكي في حديثه لـ”الوطني”، الوضعية الراهنة لحال الأسواق، وتجاوز المضاربة لجميع التوقعات وإن دلّ هذا على شيء إنما يدل على حدّ تصريحه على سوء التخطيط والتحضير الجيد لشهر رمضان الكريم، إذ تجاوزت قضية الأسعار الخطوط الحمراء، لعدم ضبطها بالكامل، ما ولّد حالة “لا استقرار” الأسعار، وهي في بعض الأحيان يقول حريز زكي غير مبررة، فالسوق عندما لا يكون مفتوحا تكون هذه النتيجة، في ظل غياب ميكانيزمات تضبطه.

لا استقرار السوق: البطاطا بـ100 دينار والدجاج 400 دينار

وقال رئيس فدرالية حماية المستهلك، أنه كان من المفروض، وللتحضير للشهر الفضيل، التخزين لتموين السوق في الوقت المطلوب، مثلا البطاطا التي تعدى سعرها 100 دينار للكيلوغرام الواحد في الوقت الحالي، وهذا لدليل على أن إخراج المخزون لم يكن مُتحكّما فيه بالشكل المطلوب لخلق توازن شامل كذا الأمر بالنسبة للحوم البيضاء ونعني بها الدجاج حيث وصل ب400 دينار للكيلوغرام.

السوق اليوم بوهران، فاقد لتوازنه ويرهق عشر أضعاف جيوب المستهلكين، إذ زادت “غمّة” ارتفاع الأسعار على المواطن ودوخته في اقتناء احتياجاته الأساسية واليومية، وعن هذا يضيف رئيس فدرالية حماية المستهلك، حريز زكي بأن تدني المستوى المعيشى يقارب من 40 إلى 60 بالمائة.

حيث يزيد الوضع سوء من الناحية الاجتماعية وسنويا من 10 إلى 15 بالمائة، تتقهقر القدرة الشرائية للمواطن، بما ينبئ بخطورة الوضع، وهي حقيقة  لا يمكن على أيّ حال من الأحوال إبقائها كما هي دون حلول تذكر، فالمواطن يضيف محدثنا يحتّت كأوراق الشجر.

وعليه، فإن ظاهرة الغلاء لا ينكرها أحد، ولا سكوت عليها كما عهدناه في صرخات المواطنين المحتجين عن الوضع المعيشي وتدنيه، لكن في المقابل ما تفسير ما يحدث من سلوك عشوائي للمواطن، لاندفاعه إلى التبذير وما تفسير أكل الزبالة أكثر مما يقتنيه المستهلاك.

وقد رفعت مديرية التجارة لوهران تقريرها إلى الوزارة الوصية حول معدّل تبذير مادة الخبز خلال 13 يوما  من شهر رمضان،   حيث سجلت  ذات المصالح ما  يقدر ب 108.200  خبزة تم رميها بالمزابل العمومية.

وبحسب العارفين بالمجال فإن ظاهرة تبذير الخبز  ورميه طبعت الثقافة الاستهلاكية للمواطن الجزائري  وتتضاعف حدّتها  بشهر رمضان الكريم بنسبة تفوق النصف مقارنة بباقي أيّام السنة .

النعمة في القمامة…من المسؤول؟

وتعتبر مادة الخبز الأكثر استهلاكا وطلبا على الموائد الرمضانية ويتم انتاجه بكميات كبيرة من طرف المخابز بالنظر للطلب المتزايد على مختلف أصناف وأنواع التي تنتج لهذه المادة ما يجعل اقتنائها بكميات  تفوق حاجة المواطن لتكون وجهتها القمامة فبولاية وهران لوحدها  وفي غضون أسبوعين فقط من حلول الشهر الفضيل،تم فرز اكثر من 108.200 خبزة مرمية في النفايات العمومية  منذ حلول شهر رمضان  وهو ما يعادل اكثر من ضعف الكمية فرزها ببقية الشهور السنة ،  غير ان مشاهد اكتظاظ الأماكن المخصصة لرمي النفايات بالخبز المدعم بمختلف أصنافه  وعبر مختلف احياء وهران ،تثير المشاعر وتحز في النفوس بالرغم من الحملات التي اطلقتها وزارة التجارة والبيئة والفاعلين بالميدان وحتى المجتمع المدني لم يكبح جنوح الظاهرة وفي أوساط المستهلكين  في مفارقة غريبة لم يتم لحد الآن  فهمها ،  فمن جهة يشتكي المواطن ويتذمر  من غلاء المعيشة في ظل ارتفاع الأسعار من جهة في المقابل نشاهد ظواهر تبذير ورمي لمختلف المنتوجات الفلاحية   وعلى رأسها مادة الخبز  ب

القمامات و الأمر لا يقتصر على نمط استهلاك المواطن الوهراني في شهر رمضان فقط وإنّما على مدار العام فارتفاع كمية النفايات ازداد بشكل كبير بسبب زيادة الاستهلاك لمختلف المواد الغذائية من بينها الخبز ليصل معدل جمع النفايات المنزلية 1600 طن بوهران  .

معدلات كبيرة في تبذير المواد وفي مقدمتها الخبز الذي ارتفع معدّل استهلاكه بشكل كبير بوهران ومعدلات رميها بالقمامات أيضا على الرغم

من أن الجزائر تضخ أموال كبيرة من أجل استيراد الملايين من القمح اللّين باعتباره المادّة الأساسية في صنع الخبز فمن غير المعقول أن يشترى بأثمان باهظة وبالعملة الأجنبية لتكون نهايته بسلة القمامة  ولم تفلح جميع المبادرات التي أطلقتها وزارتي البيئة والتجارة و الحملات التحسيسية للفاعلين بالمجتمع المدني بتغيير النمط السلوكي والاستهلاكي  بوقف ظاهرة   تبذير الخبز   بهذه الطريقة وهي المعضلة  التي تحتاج تظافر جهود الجميع لمحاربتها بكل الطرق .

رئيس فدرالية حماية المستهلك: “السعر الحقيقي للخبز هو 60 دينار”

هذا واعتبر رئيس الفدرالية الوطنية لحماية المستهلك حريز زكي ظاهرة تبذير الخبز بالسلوك الروتيني الذي بات مألوفا طوال العام لدى المستهلك الجزائري، وبأن السبب في الظاهرة يعود إلى نوعية الخبز البعيدة عما يحتاجه المستهلك بحيث يرمي خبز الصباح ويتخلص منه ليستبدله بخبز المساء وهكذا.

وقال حريز زكي لـ”الوطني” أن الظاهرة باقية طوال السنة، والحمّى الشرائية تزيد بوتيرة عالية والتبذير هذا سببه كذلك نظام الدعم الذي توليه الدولة اهتماما، فاعتبره هو المتسبب في  التبذير، وبأن حقيقة الأسعار تشير أن الخبز لولا دعم الدولة كان سيباع للمستهلك بـ60 دينار.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة