ب. كريم
حالة من الفوضى تشهدها المؤسسات التربوية، جرّاء الإضراب المفتوح الذي شنّه عمال قطاع التربية لوهران منذ الخميس المنصرم وتأتي هذه الفوضى في ظل الانقسام الذي وقع بين مؤيّد للإضراب ومعارض، من خلال وجود أقلية من الأساتذة والموظفين لم تلتحق بالإضراب خاصّة بالطور المتوسط والثانوي، ممّا جعل التلاميذ في حيرة من أمرهم، مادة يدرّسونها وأخرى لا، وإبقائهم بالأقسام لساعات طويلة لحين دخولهم في الحصة أو المادة التي يدرّسها الأستاذ غير المعني بالإضراب، ممّا خلق فوضى عارمة خاصّة في ظل إضراب الإداريين وهو ما نتج عدم التحكّم في سير أقسام التلاميذ، حيث استغل بعض المتمدرسين الوضع للقيام بمشاغبات وإتلاف.
وحسبما أوضحه مستشار تربية، فإن الفوضى جاءت نتيجة غياب التنسيق، فمن المفروض إعلام إدارة المؤسسة ببيان الإضراب مدة 24 ساعة من قبل حتى يتسنى للإدارة القيام بالإجراءات اللازمة، خاصة تلك المتعلّقة بالتلاميذ وكيفية تأطيرهم وفق المعطيات الموجودة وتبعا لقائمة الأساتذة المضربين وغير المضربين، وبناءً عليه، يتم تحديد مواعيد حصص الدراسة، فغياب التنسيق أدخل العديد من إدارات المؤسسات التربوية في متاهة، كان ضحيتها التلاميذ والمؤطرين من غير المضربين الذين حاولوا أن يضبطوا الأمور في عراك ما بين الأقسام والأساتذة غير المضربين الذين دخلوا في رحلة بحث عن التلاميذ الذين يريدون تدريسهم في معركة كر وفر للمتمدرسين.
ويأتي هذا عقب التحاق مئات المساعدين والمشرفين التربويين بموجة الإضراب وهذا تنفيذا للبيان الذي أصدرته التنسيقية الوطنية للمساعدين والمشرفين التربويين، فإن إضراب اليوم هو إضراب الكرامة خاصة وأن هذه الفئة أضحت حقوقها مهضومة. كما أن قرار الإضراب جاء كون القطاع أصبح على فوهة بركان، كما أن سلك المساعدين والمشرفين التربويين عانى ولا يزال يعاني من الوعود الكاذبة، التي اتبّعتها الوزارة والتي كانت مجرّد مسكّنات لدفع المساعدين التربويين إلى متابعة نشاطهم، موضّحا ممثل عن التنسيقية، أنه تمّ التراجع والتنازل عن اعتصامات، مراعاة لمصلحة التلاميذ حفاظا على استقرار المنظومة التربوية طيلة السنوات الفارطة. لكن الوزارة مضت في سياسة التلاعب، وهو دفعهم اليوم للخروج منددّين بالوضع الكارثي الذي آل إليه القطاع.