تكلفة المشاريع تعادل بناء أزيد من 10 مجمعات سكنية كبرى
رغم المشاريع الهامة التي ظفر بها مجال تهيئة الأرصفة والطرقات و كذا إعادة تهيئة وترميم العديد من المرافق على مستوى العديد من البلديات خاصة بلدية وهران، والتي التهمت الملايير، على مدار 10 سنوات الأخيرة والمشاريع المتكررة بنفس المواقع إلاّ أن الأشغال المغشوشة وتلاعب المقاولين وتآمرهم مع المصالح التقنية حول الأرصفة والطرقات إلى نقاط سوداء .
حيث أكّد لنا مسؤول بقطاع التهيئة الحضرية حجم الميزانية المالية التي تم صرفها في أشغال تهيئة الأرصفة الواقعة ببلدية وهران وكذا البلديات المجاورة، يعادل بناء أزيد من 10 تجمعات سكانية كبرى بطوابق عالية ومجهزة بكامل المرافق الضرورية. حيث تحولت مؤخرا العديد من الأرصفة والطرقات المتواجدة بأكبر الأحياء بوهران إلى حالة من الاهتراء وتصدع للبلاط والتي تم تهيئتها منذ فترة قريبة جدا، في إطار تحضيرات العاب البحر الابيض المتوسط مثلما هو الحال لأرصفة الطريق الرابط بين نهج معطى محمد الحبيب والمدينة الجديدة عل طول مسار خط الترامواي وكذا شارع المقري الذي أتلفته أشغال مصالح سونغاز وسيور واتصالات الجزائر والرصيف المحاذي المؤسسة الاستشفائية أوّل نوفمبر عند لوحة المرور للإشارات الضوئية أين تترامى قطع البلاط هنا وهناك ممّا جعلها عرضة لنهب والسرقة، وذلك جرّاء أشغال الحفر العشوائية ،ناهيك عن الأشغال المغشوشة للمقاولين بعديد البلديات والتي تحولت ارصفتها إلى أشبه بمستنقع نتن، حيث أكّد لنا ذات المسؤول أن صفقات تهيئة الأرصفة من أهم الصفقات التي تعتبر مصدر للدخل الغير المشروع ونهب المال العام وذلك نتيجة تكرار المشاريع بنفس المكان بحجة الاهتراء ، فتلبيس الأرصفة كل مرة بلاط جديد، هو تآمر ما بين المقاول والمصنع المنتج لهذا النوع مواد البناء وكذا مصالح البلدية من أجل استحداث وبرمجة صفقات تتعلق بالتهيئة.
أشغال حفر عشوائية وانعدام المتابعة من سيور وسونلغاز واتصالات الجزائر
من جهة أخرى أكّد بعض المواطنين من ممثلي المجتمع المدني أن تعمد مصالح البلدية على عدم متابعة أشغال شركات سيور واتصالات الجزائر وسونلغاز تقنيا والزامها بإعادة، تهيئة وصيانة مكان أشغال الحفر، لهو دليل قوي على حجم الفساد والمؤامرة التخريبية للطرقات والأرصفة من أجل بعث مشروع جديد بذات المكان.
كما أوضح ممثلين عن لجان الأحياء بحي ايسطو أن أشغال الحفر تجري بطرق عشوائية، تفتقر لأدنى المعايير المعمول وهذا في غياب وعدم الاستعانة بمخطط شبكات المياه والغاز والهاتف ممّا بات يتسبب في حدوث اتلاف للقنوات والكوابل وذلك بفعل غياب التنسيق المحكم ما بين مختلف القطاعات، ناهيك عن إتلاف الطرقات والأرصفة التي تم وتهيئتها، مؤخرا، والتي خصص لها غلاف مالي معتبر، ليعود من جديد طرح مشروع تهيئتها ضمن مشاريع وصفقات استنزفت الملايير. خاصة على مستوى مناطق الظل حيث أعرب سكان بعض مناطق الظل، عن مخاوفهم من تكرار برمجة نفس المشاريع التي اعتاد المنتخبين برمجتها وهي الإنارة العمومية وتهيئة الأرصفة والتي تعرضت للإتلاف بفعل الأشغال المغشوشة.
أشغال بمقر الدوائر والولاية كانت بعيدة عن المراقبة التقنية
ولا يقتصر الأمر على الأرصفة والطرقات فحسب بل حتى المرافق العمومية الكبرى، كمقرات الدوائر التي تم انجازها بمعايير مغشوشة، أبرزها أرضيتها التي تهتز تحت أقدام المواطنين والموظفين جراء تصدع بلاط السيراميك كلية، مثلما هو الحال بدائرة السانية ووهران وبئر الجير ومقرات أخرى اين تم برمجة مشاريع لتهيئتها من جديد وهي مقرات حديثة النشأة، ونفس الأمر بالنسبة لأرضية بلاط سيراميك مقر ولاية وهران الذي تم إنجازه منذ فترة لا تتجاوز 6 سنوات لتتناثر القطع من مكانها وتهتز تحت الاقدام. حيث تم مؤخرا تهيئتها من جديد وتلبيس الأرضية سيراميك من نوع آخر وازالة النوع الأول.
وفي هذا الصدد طالب ممثلو المجتمع المدني من السلطات الولائية بضرورة اخضاع هذه المشاريع للمراقبة التقنية لتفادي أي تلاعبات أو تحايل من شأنه الأضرار بالمشروع والخزينة العمومية. وكذا الإشراف الميداني للسهر على وضعية الأشغال والميزانية المخصصة لكل عملية.
ب.فرح