انضم نهار أمس، إداريو قطاع التربية إلى الاحتجاجات التي شنّها الأساتذة أمام مقر المديرية الوصية بشكل مفاجئ دون أي بيان للإضراب ولا أي انتماء نقابي، حيث كان دافع الأساتذة هو التأخّر الفادح في صبّ الراتب ليس لهذا الشهر فقط، إنّما تكرار الممارسات المماثلة على الرغم من الانخفاض الكبير في الأجور الذي يعاني منه عمال قطاع التربية في ظل رفض السلطات مطالبهم بزيادته.
لأول مرة منذ سنوات، توحّد عمال قطاع التربية من أساتذة وإداريين ودخلوا في احتجاجات عارمة نهار أمس وطوّقوا مقر مديرية التربية رفضا للتأخّر الفادح في صبّ راتب شهر مارس، لاسيما في ظل الظروف الاستثنائية الخاصّة بحلول شهر رمضان المبارك الذي لم يشفع للعمال بأن ينالوا أجرتهم قبل موعد حلوله ولا حتى في وقتها المحدّد، كما لم يتلقوا الأساتذة والعمال أي توضيحات من قبل المديرية الوصية حول سبب التأخّر ولا موعد صبّ الراتب، وهو ما دفع بالعمال نهار أمس للمطالبة باعتذار رسمي من المسؤول الأول عن القطاع بالولاية وليس التسريع بصبّ الراتب فقط.
احتجاجات نهار أمس لم يسبقها أي بيان ولم تتبّناها أي نقابة بوهران، بل كانت عفوية بسبب الغضب الكبير للأساتذة والعمال بشكل عام على تدهور الأوضاع بقطاع التربية لاسيما بولاية وهران، فيما أكّد عدد من الأساتذة المحتجين لـ”الوطني” أن التأخّر الحاصل في صب الراتب ومطالبهم بتحديد يوم خاص بصبه كباقي القطاعات لن يثنيهم عن مطالبهم الأساسية المرفوعة للوزارة والتي لن يتوقفوا عن المطالبة بها، مؤكدين في ذات السياق أنّهم خلال الفترة المقبلة ستعرف حركتهم الاحتجاجية منحى آخر تماما حيث سيتوقفون عن العمل بمجرّد التأخير في صبّ الراتب دون انتظار الموافقة من أي تنظيم نقابي ولا حتى تقديم الإشعار مسبقا.
أمّا المطالب الأساسية فسيتم الاعتماد في تحقيقها على الإضرابات المفتوحة على حد تعبير عدد منهم، وهذا في حال استمرار رفض الوزارة التشاور معهم أو وضع رزنامة زمنية لتحقيق مطالبهم، مضيفين أن قطاع التربية هو الوحيد الذي يقوم بالإضرابات دون أن تلتفت الوزارة الوصية إليه أو تتحاور معه لتهدئة الأوضاع حسب تصريح المحتجّين.
تسارع الأحداث دفعت بالعديد من نقابات التربية بوهران ،نهار أمس لعقد اجتماعات طارئة لدراسة الوضع، وهذا لوضع برنامج مختلف بآليات جديدة لمواصلة النضال بعد أن لمست امتعاض العديد من منخرطيها من سياسة الوقفات الاحتجاجية التي تدوم يوما أو نصف يوم التي لم تحقق أي نتائج تذكر لحد الآن.
ع/إيمان