محدودو الدخل يتفرّجون على الخضر والفواكه واللّحوم
انتظر العشرات من المواطنين بوهران آخر يوم قبل شهر رمضان المبارك، من أجل اقتناء حاجياتهم بناء على الوعود التي تم إطلاقها والخاصّة بإغراق الأسواق بلحوم الديناراج المخزّنة من أجل كسر الأسعار والمضاربة، فضلا عن تواجد اللّحوم الحمراء المستوردة لمنح المستهلك فرصة أكبر بالاختيار وهو ما لم يتم تسجيله لحد الآن على الرغم من أنه لم يتبقى إلاّ يوم واحد قبل حلول الشهر الفضيل.
وضعت مديرية التجارة لولاية وهران بالتعاون مع السلطات الولائية 26 نقطة بيع من المنتج إلى المستهلك مباشرة، حسبما أفادت به المديرية موزعة على مختلف بلديات وهران، حيث من المرتقب أن تكون الأسعار بها منخفضة بقدر قليل عن تلك الموجودة بالمحلات التجارية العادية، إلاّ أن المبادرة لم تغني المستهلكين بوهران عن المطالبة بتنفيذ الوعود الخاصة بإغراق الأسواق بلحوم الدواجن المخزنة من أجل كسر الأسعار، والتي لم يتم لحد الآن تحقيقها قبل يوم واحد من شهر رمضان المبارك الذي سيمضيه المواطنون بوهران بشكل صعب في ظل إصرار التجار الإبقاء على الأسعار الملتهبة التي لم تمس عددا محددا من المواد فقط إنما شملتها كلها بما فيها الخضر والفواكه واللّحوم بمختلف أنواعها، حيث أكّد العديد من المستهلكين لـ “الوطني” أن رمضان السنة الحالية يعد من أصعب السنوات التي تمر على المواطنين في ظل الغلاء الفاحش، وعجز مختلف الشرائح عن تنظيم ميزانيتها البسيطة لاقتناء مختلف حاجياتها.
لا مخزون لحوم أغرق الأسواق ولا الإجراءات كسرت المضاربة
النقاط التي تم وضعها من أجل البيع مباشرة من المنتج للمستهلك لن تكون بها الأسعار منخفضة بالقدر الذي يخيل لبعض المستهلكين حسبما أفادت به مصادر مطلعة، حيث قد يكون الإنخفاض ب 5 أو 10 دينار بالنسبة للخضر والفواكه، أما لحم الديناراج قد يصل إلى 300 دينار بدل 350 دينار المسجّل بالأسواق العادية وهو ما يعتبر مرتفعا جدا مقارنة مع دخل شريحة كبيرة من المواطنين التي لا تتجاوز30 ألف دينار، علما أن الأسعار نهار أمس سجلت إرتفاعا طفيفا عكس آمال المستهلكين، حيث وصل سعر الطماطم لـ 150 دينار وهي الفاكهة التي يحتاجها المواطنون بكثرة خلال الشهر الفضيل، أما البطاطا فوجد بها نوعان، متوسطة الحجم بـ 70 دينار والكبيرة بـ 80 دينار، والبصل بقي في حدود 80 دينار والجزر شهد ارتفاعا بـ 10 دينار ويكون سعره بذلك 70 دينار، أمّا عن الإقبال على هذه المواد فقد أكّد عدد من التجار بسوق الأوراسي أنه موجود، غير أن الكمية لا تتعدّى 500 غ بالنسبة للخضر أمّا الجزارين فأكّدوا أن المواطنين يقتنون حاليا لحم الديناراج المفروم أو أجزاء من الديناراج دون الحصول على ديناراجة كاملة بالنسبة لمعظم الزبائن، أمّا اللّحوم الحمراء فلها زبائن محددّون وهم غالبا من الطبقة الثرية فقط.
سوق الجملة للخضر والفواكه بالكرمة يتحول لسوق تجزئة
وعلى صعيد آخر شهدت نهار أمس، كل الطرقات والمسالك المؤدية لسوق الجملة للخضر والفواكه بالكرمة، حالة من الفوضى، جرّاء تدفق الآلاف المركبات وغياب مخطط تنظيمي، من شأنه فك حالة الاختناق المروري، إذ أنه وتزامنا وحلول شهر رمضان فقد تحول سوق الجملة إلى سوق للتجزئة، نتيجة لحالة هروب المواطنين، من الأسواق الجوارية للخضر والفواكه بحثا عن الأسعار المنخفضة لاقتناء كميات كبيرة من الخضر، وبأسعار منافسة الأمر الذي أدّى إلى انسداد وطوابير لمركبات امتدت إلى طريق مطار السانية وشوروم السيارات، طيلة الفترة الصباحية.
ويأتي هذا التدفق بعدما شهدت أسعار الخضر والفواكه بأسواق التجزئة ارتفاعا رهيبا، أين أضحى الوضع أشبه بتكرار سيناريو مادة الزيت، وحسبما صرّح لنا به مدير المؤسسة العمومية لتسيير سوق الجملة بالكرمة السيد “بوسعادة عبد الحق” فإن هذه الحركة المكثفة لم يعهدها السوق منذ نشأته، وهو الأمر الذي اضطر مصالح الإدارة إلى رفع نشاط تجنيد أعوان المراقبة والحراسة بمداخل ومخارج هذا المرفق التجاري، وكذا وضع مخطط تنظيمي لحركة دخول وخروج المركبات والتي لم تعد تقتصر على شاحنات شحن وتفريغ الخضر فقط بل حتى السيارات السياحية النفعية والتي جاء أصحابها للتسوق.
وتأتي هذه الهجرة الجماعية من أسواق التجزئة، نتيجة غياب المراقبة من قبل مصالح قطاع التجارة ومصالح آخر ممّا فتح الباب للتجار بقصف جيوب المستهلك، خاصّة وأن بعضهم تحجّج برفع الأسعار نتيجة تساقط الأمطار وصعوبة التوغل بالحقول لجني محاصيل الخضر والفواكه.
تمويل السوق بأزيد من 1569 طن من الخضر والفواكه
هذا وقد شهدت أمس، أسعار الخضر والفواكه بسوق الجملة استقرارا إلى حدّ ما، حيث تراوح سعر البطاطا ما بين 50 إلى 64 دينار الكلغ، أمّا الطماطم فقد بلغ سعرها من 100 إلى 120 دينار والبصل ما بين 35 و48 دينار والجزر والشمندر من 40 إلى 55 دينار.
أمّا بشأن الفواكه فإن منتوج التمر كان أكثر تسويقا رغم ارتفاع أسعاره والتي تراوحت ما بين 400 إلى 700 دينار الكلغ، فيما شهدت أسعار البرتقال تراجعا، أين تراوح سعره ما بين 100 و700 دينار والفراولة من 150 إلى 220 دينار.
وعن تمويل الأسواق بمختلف المنتجات تزامنا وحلول شهر رمضان فقد صرح مدير مؤسسة سوق الجملة أن المؤسسة عملت أمس على استقبال 1567 طن من الخضر والفواكه منها 420 طن من مادة البطاطا، وهي كميات كبيرة مقارنة بتلك التي كان يسجلها السوق خلال الأيام العادية فضلا عن 357 طن من الفواكه، حيث تم استنفاذ مخازن البطاطا في الساعات الصباح الأولى. وفي هذا الصدد أكد لنا بعض تجار الجملة النشطاء في مجال تسويق البطاطا أن السوق يسجل يوميا دخول كميات هامة من شعبة البطاطا وتعتبر واد سوف ومستغانم المموّل الحالي لسوق الجملة للخضر والفواكه بالكرمة والتي يتم تسويقها كلية وهذا نتيجة لارتفاع حجم الطلب خاصة ونحن على مقربة من دخول شهر رمضان.
وأمام هذا الوضع لا يزال العديد من المستهلكين ينتظرون إلى غاية الدقائق الأخيرة لجلب مستلزماتهم أملا في تدخل السلطات المعنية من أجل وضع حل نهائي للغلاء الفاحش ليتناسب والدخل الذي تناله شريحة كبيرة من المواطنين لاسيما من الأسر ضعيفة الدخل الذين حرمتهم حمّى أسعار الخضر والفواكه واللّحوم من اقتنائها في وقتها واكتفوا بالنظر إليها آملين أن تسود الرحمة في أوساط التجار ونحن مقبلين على شهر الرحمة.
استطلاع: ع/ايمان-بقدار فرح