مرقّون يتحايلون بشراء فيلات لإعادة بناء ناطحات سحاب ببئر الجير
مواطنون يفضحون “السوسة المدسوسة” في احتجاج
حديث عن تجميد رخص بناء تلاعب فيها منحها مُنتخب
زحف الخميس قاطنو 6 تعاونيات من بينهم تعاونية الحطابية ببلدية بئر الجير أو ما يعرف بـ”كوبيراتيف 14″ نحو مقر البلدية، في احتجاج صاخب نشروا فيه غسيل الجهات التي تواطأت بالمصلحة التقنية للتعمير مع مرقين عقاريين رُخّص لهم بناء أبراج ناطحات السحاب بموقع تتمركز فيه بنايات من طابق أرضي وطابق أول.
وليس جديدا على وهران، فضح تلاعبات مسؤولين والتغاضي عن أفعال مرقين عقاريين يسيل لعابهم على شراء فيلات بتعاونيات لهدمها من جديد وإعادة بنائها كأبراج ناطحات السحاب تعلوا طوابقها لما يزيد عن 5 طوابق.
وهذا ما شكّل صلب احتجاج مواطنين يمثلون تعاونيات ببئر الجير، نفضوا الغبار عن نوع من الإجرام الواقع تحت صورة تبييض الأموال، وهكذا أصبح مرقون لا يمتلكون رخص بناء في الأصل يتمردون في أقامة إنجازات ترقوية بتحويل عقارات سكنية عبارة عن “فيلات” إلى أبراج.
واشتدت حناجر المحتجّين لإيصال صوتهم للسلطات الولائية قصد توقيف الأيادي المغتصبة لحقهم في العيش المريح، وللمطالبة بزبر رؤوس مافيا الرخص بالمجلس الشعبي البلدي لبئر الجير، بعد أن اتضح منح عقارات لمرقين عقاريين هم بصدد تشييد أبراج من طوابق لا تتوافق والمعايير القانونية، إذ من شأنها حجب النور على القاطنين بالتعاونيات، أو البنايات التي يشغلونها منذ الثمانينات وتوارثوها عن آبائهم البسطاء.
المحتجون بلّغوا السلطات المعنية بوجود مرقين عقاريين يثيرون الشبهات حول عزمهم تنفيذ مخططات بناء وتعمير بعيدا عمّا يمليه القانون، ونددوا بوجود تواطؤ “السوسة المدسوسة” في البلدية تريد بعث مشاريعهم من جديد.
مخاوف من استغلال التشريعيات لمنحها لمرقين عقاريين
ولم يشف التغيير الذي قام به مؤخرا رئيس بلدية بئر الجير قرازيب محمد باستخلاف المسؤول السابق لمصلحة البناء والتعمير بآخر رئيس لجنة المالية، نزولا عند إجراءات أمر بها الوالي جاري بن مسعود على الشباك الوحيد، عقب تسلسل فضائح هذا القسم “المشبوه”، وأبوا إلا أن يستنكروا وجود عقارات مستباحة لمرقين عقاريين، ينتظرون الغفلة ولا سيما وأن البلاد مقبلة على الموعد الاستحقاقي للتشريعيات، حيث تخوّفوا من أن تقع تجاوزات ترخّص لهؤلاء باستكمال البناء للأبراج الناطحة للسحاب.
شعارهم: “من وراء مافيا العقار.. لا للحقرة .. احترموا وين الحرمة”
ولوحظ في احتجاج الخميس الذي احتشد فيه مواطنون يقطنون بـ6 تعاونيات ببئر الجير، رفع لافتات تشير إلى نوايا شيطانية للعصابة في البناء الفوضوي، شعارات مؤداها أن هناك من يريد اللحظة المناسبة ليشرع “البرومتار” في البناء مفادها: ” من وراء مافيا العقار… لا للحقرة …احترموا وين الحرمة”.
وأعرب هؤلاء عن سئمهم من مخططات العصابة، والتي عاثت فسادا في إهداء رخص بناء لطوابق في وقت سابق كانت تصل 300 و400 مليون سنتيم عن كل طابق يتم إضافته كما سبق للوطني أن تطرقت إليه في أعداد سابقة منذ عهدة المير السابق المسجون وحاشيته وإلى يومنا هذا تربص الخوف من عودة الفوضى.
خروج المواطنين للاحتجاج كان متوقّعا، لاسيما وأن الملف الثقيل لخبايا الشباك الموحد وصل والي وهران مسعود جاري، وكان أن اتخذت بلدية بئر الجير إجراءات عاجلة دفعتها الضرورة الملحّة لإحداث تغيير على مستوى الشباك الموحد والإطاحة بموظفين بالبلدية إلى جانب منتخب آخر انتهى أمره بمداولة.
وبالرغم من الإجراءات ذاتها والمتابعة لما يحصل في دهاليز الشباك الموحد في الفترة الحالية، إلا أن المحتجون اشتموا روائح عن وجود من لهم امتداد بالعصابة يريدون التلاعب برخص البناء.
حيث علمت “الوطني”، بأن رئيس البلدية يتابع شخصيا تحت مسؤوليته كل ما يحدث بالشباك الموحّد، وبأنه ثمة تراخيص تمّ تجميدها نتيجة ثبوت تجاوزات في منح رخص البناء لطوابق إضافية منها ما يتعلق بمرقي عقاري معروف بالمنطقة كان مرخصا له بناء أبراج من 10 طوابق قبل أن تضاعف إلى 13 طابقا، وهذا مجرد نموذج عن ما آل إليه باعثو فوضى التعمير ممن استغلوا مهامهم للتلاعب.
وفي احتجاج أمس، أثار المواطنون في شعار حمِل مغزى ثقيل مفاده وجود عقارات منحت لمرقين عقاريين لتشييد أبراج ناطحة للسحاب تتوسط فيلات من طابق أرضي وطابق أول أو طابقين، حيث تعزل النور عن الساكنة الذين منذ الثمانينات يقطنون هناك وملاكها بسطاء معبّرين عن حيرتهم في ارتكاب تجاوزات فظيعة تتحدى مخططات البدو ومخطط شغل الأراضي.
وطالب المحتجّون بإنزال لجنة تسحب مثل هذه المشاريع من المرقين وتعوّضهم بأمكنة أخرى.
هواري بلعمش