يتبهدلون في نقل معاناتهم
يعيش مكتتبو عدل من أصحاب الطعون والملفاّت المقبولة وأصحاب الملفات غير المكتملة على أعصابهم، خاصة مع تحديد يوم واحد في الأسبوع لاستقبالهم، أين يعرف هذا اليوم تجمّع عدد كبير من المكتتبين فاق عددهم الـ 400 مكتتب، والكثير منهم يعودون أدراجهم دون قضاء أي حاجة، نظرا للوقت غير الكافي لاستقبال كل هذا العدد.
وفي هذا الشأن، صرّح المكتتبون المتجمعون أمام المكتب المخصّص لاستقبالهم بالوكالة الجهوية لعدل بوهران، أنّهم يضطرون الوقوف منذ الساعة الخامسة صباحا كل يوم إثنين للظفر بالمراكز الأولى في الطوابير، ويقوم عون الأمن بتسجيل أسمائهم، ويضطرون الانتظار إلى غاية فتح أبواب المكتب المخصص لاستقبالهم على الساعة الثامنة صباحا، ليزداد عددهم ويتضاعف ويبلغ في الكثير من الأحيان 400 مكتتب، ويقضون اليوم بكامله في الانتظار، مؤكدين أن الكثير منهم يضطرون المغادرة على الساعة الرابعة مساءً دون قضاء أي حاجة أو حل أي مشكل، ليعاودوا الرجوع في الأسبوع المقبل .
نفي السيناريو يتكرر كل يوم إثنين أمام المكتب المخصّص لاستقبال هذه الفئة من المكتتبين التي أضحت تقضي يوما كاملا لأجل الاستفسار عن ملفات طعونها أو عن عدم وصول الشطر الأول بالنسبة لأصحاب الملفات المقبولة، أما المكتتبين المطالبين بتكملة ملفاتهم، فحدث ولا حرج عنهم، خاصّة وأن ملفاتهم الناقصة قد تؤثر عليهم ولا يمكنهم الحصول على الشطر الرابع، الأمر الذي بدّد مخاوفهم وأقلقهم كثيرا.
يطالبون بثلاثة أيام استقبال كل الأسبوع
وفي هذا الشأن، طالب هؤلاء المكتتبين بضرورة تنظيم العمل داخل الوكالة الجهوية لعدل من خلال تحديد ثلاث أيام في الأسبوع لاستقبالهم نظرا لعددهم الهائل، مع فتح أكثر من ثلاثة مكاتب كذلك لاستقبالهم لأن مكتبا واحدا لا يمكن أن يلبي طلبات أكثر من 400 مكتتب في يوم واحد، الأمر الذي بات يؤثر على سير العمل الذي اعتبره المكتتبون بالبطيء جدا، مؤكّدين أن وتيرة العمل بهذه الطريقة ستتسبب في الكثير من العراقيل وخاصة ما تعلّق بتكملة ملفّات المكتتبين الذين دفعوا ثلاثة أشطر ويجدون صعوبات كبيرة في إيداع ملفّاتهم، حيث أنهم كلّما قصدوا وكالة عدل يوم الاثنين اصطدموا بعدد كبير جدا من المكتتبين في انتظار دورهم، ممّا جعلهم يعودون أدراجهم.
وفي نفس الإطار، أكّد المكتتبون المتجمعون أمام المكتب المخصص لاستقبالهم كل يوم إثنين، أن الكثير منهم يضطر التغيّب عن العمل، فيما يترك الآخرون كل مصالحهم في هذا اليوم الذين يقضونه منذ الساعات الأولى من الصباح إلى غاية الساعة الرابعة مساء دون قضاء أية حاجة، والسبب هو وتيرة العمل البطيئة جراء تخصيص مكتب ويوم وحيد لاستقبالهم، مطالبين بضرورة التفكير في مصير هؤلاء المكتتبين الذي صار الغبن يلازمهم.
وزيادة على هذا الوضع، فالازدحام الذي يقع كل يوم إثنين أمام وكالة عدل الجهوية بات ينذر بالخطر، خاصة والبلاد تمر بفترة تفشي وباء كورونا، ممّا أضحى يشكل خطرا على عمال الوكالة وكذا المكتتبين بانتشار العدوى.
ب.ن