أدوية وإمكانيات متوفرة مقابل خدمات “صفر“
المرضى والوافدين يطالبون المدير العام بالصرامة
اشتكى العديد من المواطنين ومرافقي المرضى من النقص الفادح في التكفّل بانشغالات المرضى لاسيما ما يخص إجراء عمليات تحاليل الدم بمستشفى وهران الجامعي الدكتور بن زرجب بحي سيدي البشير “بلاطو” سابقا، بالرغم من توفر جميع الأدوية والإمكانات اللازمة بالصيدلية المركزية، إلاّ أن المواطن البسيط يجبر على إجراء مختلف الفحوصات بمخابر خاصّة وبتكاليف باهظة.
جميع الوافدين على مستشفى وهران الجامعي من مرضى وحتى مرافقيهم يصطدمون بهذا الواقع المر، وهو سوء التكفل والرعاية الناقصة بهذا الهيكل لاسيما في شقّه المتعلّق بالتحاليل الطبية وفحوصات السكانير، عندما تقدم لهم وصفات لإجراء تحاليل دم، حيث يتم توجيههم من طرف أطباء أو ممرضّين من أجل إحضار نتائج التحاليل في أقرب وقت فأبسط التحاليل كفحوصات السكر بالدم والكولسترول والأنيميا وفحوصات وظائف الكبد والكلى يفضل تقديمها إلى مخابر خاصة قريبة من المستشفى وفي كثير من الأحيان تقدم أسماء معيّنة لتلك المخابر، بحجة أن نتائجها مضمونة وتشخيصها دقيق ويضطّر المرضى أو معارفهم للإسراع فيها وهم تحت رحمة مراكز الخواص ويجرونها بأسعار متفاوتة تتراوح بين ألفين الى 8 آلاف دينار.
أكبر مستشفى بحاجة إلى مراجعة
بالمقابل يرى مسؤولون بأقدم هيكل استشفائي بالولاية غير ذلك على الرغم من اعترافهم بوجود نقائص وتلّقيهم شكاوى عديدة من المواطنين مستعرضين الإمكانات والوسائل التي يوّرها مستشفى بن زرجب.
الذي يضم 54 مصلحة استشفائية تحتوي على 8 مراكز منها 3 مخابر منعزلة و5 متواجدة بالمخبر المركزي معتبرين أن المشكل المطروح هو أجهزة التحاليل تحتاج لكواشف ومحاليل خاصة وبدونها يتوقف عملية التحاليل ناهيك عن إلغاء المخابر الصغيرة المتواجدة بالمصالح وضمّها بمخبر مركزي واحد يحتوي على كافة الأجهزة ويضمن مناوبة 24 ساعة الأمر الذي نفاه المرضى الوافدين لاسيما المتواجدين في الإستشفاء. وكذا المستعجلة مشيرين إلى استمرار معاناتهم، حيث وعند أخذ العيّنات لمحاولة إجراء اختبار عليها بالمخبر يقال لهم أنه بعد 10 أيّام تخرج النتائج حتى يتم جمع العيّنات الكافية لإخضاعها للتحاليل كما أنه وبعد الساعة الرابعة فعمل المخبر خارج مجال التغطية ويزداد الأمر سوء بالنسبة للوافدين من الولايات الأخرى. وكذا من الأشخاص من ذوي الدخل الضعيف والمعوزين والذين لا يستطيعون التوّجه نحو المخابر الخاصة نظرا للأعباء الثقيلة ولأثمانها الباهظة تكون فوق مقدورهم، ما يدفع بعمّال مهنيين و أعوان الأمن من داخل المستشفى لجمع التبّرعات لهؤلاء ومساعدتهم وهو ما وقفت عليه جريدة الوطني في الكثير من المواقف المماثلة، أين يقدّم الأعوان المهنيين و الطاقم الأمني تحت اشراف رئيسهم السيد حاج هواري بعمل تطوعي وتضامني لفائدة المرضى الوافدين حتى يتمكنّوا من توفير التحليل عند المخابر الخواص.
وعلى صعيد آخر فإن الإمكانات والأجهزة متوفرة بالمستشفى حيث تتوفر الصيدلية المركزية على جميع المستلزمات والأدوية والمشرفين عليها على قدر المسؤولية الملقاة عليهم إلاّ أن المشكل لا يزال مطروحا والملف مفتوحا منذ سنوات. ولم يوجد لها حلولا جديّة فرغم أن المصالح تم تجديدها وصرفت عليها مبالغ ضخمة وأعيدت هيكلة الكثير منها بغرض تقديم وتحسين مستوى الخدمات لصالح المرضى، إلاّ أن الوضع بقي على حاله وهو ما جعل الكثير من المرضى يطلقون نداءات استغاثة لمدير مستشفى بن زرجب لاتخاذ إجراءات صارمة ضد المتسببّين في تفاقم الوضع وبقائه في هذا العفن والذين يعبثون بالإستراتيجية المسطرة من أعلى قمة بالمستشفى، وتنسف بجهودهم للمساهمة في تطوير منظومة الصحة بوهران.
بلعمش هواري