قاطنوه يحلمون بالتفاتة سلطات سيدي بلعباس
ينتظر سكان دوار القصير التابع إقليميا لبلدية سفيزف شرق عاصمة ولاية سيدي بلعباس، التفاتة من السلطات المحلية لسيدي بلعباس، بغية منح المنطقة حقها من المشاريع التنموية والتي تبقى غائبة تماما عن هذه المنطقة، حيث طالبوا من المسؤولين النظر في الأوضاع المعيشية المتردية بالقرية التي لم تحظى بأية مشاريع تنموية منذ سنوات لدفع بركب التنمية على مستواها .
وقد ندّد سكان القرية بالظروف المزرية التي يعيشونها، حيث صاغوا جملة من المطالب المطروحة على طاولة السلطات البلدية والدائرة منذ سنوات طويلة في ظل التدني المستمر للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بالقرية، على اعتبار بأن هذه الأخيرة لم تستفد من أي مشاريع تنموية طيلة الأعوام الماضية، ما أدى إلى اتساع بؤرة الفقر وساهم في انتشار البطالة بين شبابها الذين أصبحوا فريسة سهلة لشتى أنواع الإجرام والمخدرات .
سكان القرية عبّروا في حديثهم ليومية “الوطني” عن استيائهم الشديد عما وصلت إليه منطقتهم من ركود تنموي على مختلف الأصعدة جراء التأخّر الكبير الذي تعانيه من حيث إنجاز المرافق الحيوية والضرورية التي تساهم في تحسين الإطار المعيشي للمواطنين بالدرجة الأولى رغم زيارة والي الولاية إلى المنطقة. وأصدر تعليمات من أجل رفع الغبن عن المواطنين لكن لا حياة لمن تنادي، مرجعين ذلك إلى سياسة اللامبالاة من قبل رئيس البلدية وأعضائه الذين عرقلوا التنمية المحلية في المنطقة ورهنوا مصالح المواطنين، مضيفين بأن المسؤولين لا يعرفون المنطقة إلا خلال الحملات الانتخابية لاستمالة أصوات السكان مقابل بعض الوعود الوهمية .
قاطنو الدوار ناقمون من مخلّفات المفرغة العمومية
طالب قاطنو الدوار بإيجاد حلّ عاجل للمفرغة العمومية التي لا تفصل بينها وبين التجمع السكاني سوى 400م والتي تتوسّط العشرات من الهكتارات من الأراضي الفلاحية والأشجار المثمرة، حيث قال السكان بأن مفرغة النفايات أصبحت تهدّد صحة السكان خاصة سكان الأحياء القريبة من المفرغة، حيث يعانون من انتشار الروائح الكريهة، زيادة على خطر النفايات الصلبة والقاذورات وسط الأراضي الفلاحية الخصبة، كما تتفاقم معاناتهم عند حرق النفايات كل مساء، مع تصاعد سحب من الدخان الكثيف مما نجم عنه العديد من الأمراض التنفسية كالحساسية والربو، كما أصبحت قبلة للعديد من الأطفال والشباب الذين يبحثون عمّا يمكن بيعه داخل أكوام النفايات، متحمّلين عناء البحث وسط الروائح الكريهة والحشرات الضارة، مما جعل منها مأساة حقيقية لا يمكن حلّها إلا بالإغلاق النهائي للمفرغة .
ظلام دامس يضرب المنطقة المعزولة
وفي ذات السياق، استاء سكان الدوار من غياب الإنارة العمومية بمنطقتهم بالرغم من وجود أعمدة الانارة، الأمر الذي ضاعف من مخاوفهم وزاد من تذمّرهم جراء انعدام الرؤية من جهة، وسيطرة الظلام الدامس الذي يصبح ليلا سيد الموقف بلا منازع من جهة أخرى.
وأشار السكان في ذات السياق، إلى أن الدوار يتحوّل إلى ما يشبه مقبرة للأحياء تحتّم على قاطنيها قدر الإمكان دخول منازلهم مبكرا، مضيفين أن الخروج والتجوال ليلا في عتمة الظلام الحالك يصبح مغامرة حقيقية تقابلها كل المخاطر المحدقة، خصوصا وأن المنطقة نائية، مؤكّدين أن لا أرواحهم ولا ممتلكاتهم أصبحت في مأمن بسبب حرمانهم من خدمة الإنارة العمومية وكل ما يخشونه أن يتعرّض أبناؤهم الذين يقصدون مدارسهم خلال الساعات الأولى للفجر لأية اعتداءات محتملة أو اختطافات، كل هذه الوضعية المزرية من دون تدخّل السلطات لإنارة القرية .
طرقات مُحفّرة تنتظر التعبيد
استنكر سكان أحياء القرية، الوضعية المزرية التي آلت إليها أحياؤهم وطرقاتهم، التي لم تعد تصلح للاستعمال، مندّدين بإهمال ولا مبالاة المسؤولين والسلطات المحلية حيال هذه الوضعية التي وصفوها بالكارثية، داعين السلطات المحلية إلى التحرّك الفوري لإصلاح الطرقات المحفّرة التي تعاني الإهمال واللامبالاة الذي لم تفكّر فيه المجالس المتعاقبة على البلدية في إيلائها الأهمية الكافية، حيث ظلّت الأحياء تعاني نتيجة تدهور الطرقات الداخلية وانعدام الأرصفة وغياب المجاري المائية التي من شأنها القيام بتصريف مياه الأمطار وكذا اهتراء قنوات الصرف الصحي، بالرغم من النداءات المتكرّرة التي وصلت صداها إلى مكاتب المسؤولين المحليين ولكن دون أي التفاتة جدية من طرف الوصاية .
تلاميذ القرية يطالبون بالنقل المدرسي
اشتكى أولياء تلاميذ الدوار، من غياب النقل المدرسي، حيث يضطر تلاميذ الابتدائي والمتوسط والثانوي إلى قطع المسافة 2 كلم مشيا على الأقدام يوميا وفي ظروف مناخية قاسية للوصول إلى مؤسساتهم التعليمية بسفيزف، جراء انعدام حافلة لنقلهم، كما أنهم يصلون متأخّرين إلى مقاعد الدراسة، ويضيّعون الساعتين الأوليتين من الفترة الصباحية، مما يؤثر على تحصيلهم التعليمي، كما يصلون إلى مؤسساتهم التربوية منهكي القوة جراء ثقل المحفظة وموجة البرد القارس، خاصة أن الأغلبية منهم من أبناء العائلات المعوزّة.
هذا وقد أوضح لنا بعد المواطنين، بأن معاناة أبنائهم مع النقل المدرسي تحوّلت إلى هاجس بسبب الغياب المستمر للحافلات، حيث يتمدرس عشرات التلاميذ ببلدية سفيزف البعيدة عن قريتهم بـ 2 كلم وهو الأمر الذي جعلهم يعانون الأمرّين في حالة غياب الحافلة، ما يضطرهم إلى التغيّب في بعض الأحيان أو التنقل بواسطة المركبات النفعية رفقة أوليائهم في أحيان أخرى، وهو ما أثّر حسب الأولياء سلبا على تحصيلهم الدراسي ورفع من نسبة التسرّب المدرسي خاصة في أوساط الإناث. وعليه دعا المواطنين السلطات المحلية بضرورة توفير النقل المدرسي لأبنائهم لتسهيل ظروف تمدرسهم، وتفادي التنقل على أرجلهم إلى مؤسساتهم التعليمية .
بلعمش عبد الغني