تصدير الطّازج بالأطنان واستيراد الفاسد ليُرمى بالمفرغة العمومية
كشفت اليوم مصادر مسؤولة بميناء وهران، عن تسجيل عودة نشاط محسوس في الحركة التجارية، لاستيراد المواد الاستهلاكية وهذا تزامنا مع حلول شهر رمضان، ويتعلّق الأمر ببعض المنتجات التي يكثر عليها الطلب والفواكه المجفّفة والأسماك المجمّدة واللّحوم ومنتجات أخرى، حيث أفادت ذات المصادر، أن نشاط استيراد بعض المنتجات كان قد عرف خلال العام المنصرم، تعليق مؤقت بسبب جائحة كوفيد 19، إلاّ أنه وبعد انفراج الوضع، سجّل على مستوى الميناء عودة استيراد بعض المواد والتي تخضع لإجراءات صارمة وذلك للحد من فوضى التي كان يشهده قطاع التجارة الخارجية.
هذا وذكر ذات المسؤول، أن إعادة تفعيل عمليات استيراد اللّحوم المجمّدة تزامنا وشهر رمضان، صاحبه كذلك استيراد الأسماك المجمّدة وفي ظل ارتفاع السمك الطازج، خاصة السردين الذي بلغ سعره 1000دينار للكيلوغرام، فإنه ينتظر أن يلجأ بعض مستوردي اللّحوم المجمّدة بتوسيع نشاطهم نحو استيراد الأسماك من الخارج لتدعيم السوق المحلية ومضاعفة الكمية، خلال هذا الشهر الكريم، حيث كشفت مصادر مسؤولة بمصالح البيطرة على مستوى ميناء وهران، بأنه تمّ خلال نهاية الشهر المنصرم، استيراد أزيد من 487 طن، تتمثل في مختلف أصناف السمك المجمّد، وتعد الصين والأرجنتين وإسبانيا المموّل الأوّل للسوق الوطنية بهذه المادة الاستهلاكية.
وذكرت ذات المصادر، أنه تمّ إخضاع عيّنات منها للتحليل المخبري التي تؤكّد مدة صلاحيتها لمدة لا تزيد عن 12 شهرا.
هذا ورغم وجود السمك المجمّد، إلاّ أن أسعاره تبقى بعيدة عن متناول المستهلك العادي، حيث تراوح سعر الكيلوغرام الواحد ما بين 500 إلى 850 دينار، فقد أضحى ينافس السمك الطازج وهو ما وقفنا عليه خلال تجوالنا.
وبالموازاة مع ذلك، فقد تمّ خلال العام المنصرم، تصدير نحو 120 طن من مختلف أنواع السمك وعلى رأسها الجمبري الذي يعد في نظر المستهلك الجزائري من الوجبات الكمالية والذي حسبما أكده لنا أحد التجار، أنه يباع مباشرة في عرض البحر، بعد عملية الصيد لوحدات تصدير القشريات والتي يصل عددها 12 وحدة وتعتبر اسبانيا المستورد الأوّل لهذا النوع من السمك ، حيث يصل سعره 30 أورو بالسوق الإسبانية والفرنسية.
يحدث هذا، في الوقت الذي تمّ خلال نهاية العام المنصرم، استيراد 8 حاويات ذات 20 قدم، من منتجات الأسماك الفاسدة من إسبانيا بكمية تجاوزت 131 طن، والتي كانت مركونة بأرصفة الميناء أكثر من شهرين، ممّا انجر عنه انبعاث الروائح الكريهة منها جرّاء تعفّنها، بعد توقف مبرّدات الحاويات، حيث انتشرت الروائح بالميناء، ليتم إغلاقها بمركز الردم التقني فيما كانت أسعار السمك ولا تزال تعرف ارتفاعا محسوسا فاق كل التوقعات.
ب.فرح