لوقف الإعتداء الصارخ على المساحات الشاغرة
قامت نهار أمس دائرة السانية رفقة مصالح الأمن بهدم 107 بناية فوضوية بمحاذاة ورشة بناء برنامج السكن العمومي الإيجاري 600 وحدة بعين البيضاء، حيث كانت البنايات قد أقيمت بطريقة غير قانونية على الرغم من تحذيرات السلطات المتتالية من إقامات بناءات مماثلة.
تمكنت مصالح دائرة السانية رفقة مصالح الأمن من هدم 107 بناء فوضوي بعين البيضاء تمت إقامته على مقربة من برنامج السكن العمومي الإيجاري 600 وحدة، أين سبقت العملية إحصاء لتلك البنايات التي تعرف إنتشارا واسعا بالمنطقة على غرار عدد كبير من المناطق بوهران، فيما أكدت السلطات المحلية أن محاربة توسع البنايات الهشة سيتواصل خلال الفترة المقبلة بناء على تعليمات صارمة من السلطات الولائية التي تحاول محاربة الظاهرة المستفحلة بولاية وهران، ما أدى إلى تأخير ظهور نتائج برامج الإسكان الضخمة التي يتم القيام بها، أين لا يتوانى العديد من الراغبين في الحصول على سكن إجتماعي في إقامة بنايات مماثلة للتمكن من الإستفادة من مرور لجان إحصاء طالبي السكن وإدراجهم ضمن خانات المستفيدين، على الرغم من وجود مواطنين آخرين ينتظرون السكن منذ أزيد من عشرين سنة بمختلف البلديات بوهران.
كما أقدمت مصالح بلدية بوسفر بهدم 25 بناية فوضوية انتشرت مؤخرا بهذه البلدية الساحلية، وذلك في إطار القضاء على البنايات الفوضوية، وتمت العملية بالتنسيق مع مصالح الدرك الوطني يوم الثلاثاء بهدم البنايات الفوضوية التي تمّ تشييدها بالمستثمرة الفلاحية زيدان بن عودة رقم 5 ببلدية بوسفر.
وقد تم تسخير لهذه العملية عتاد متمثل في جرارات وآلات لازالة البنايات الفوضوية إلى جانب عمال تابعين لمصالح دائرة وبلدية بوسفر، وفق نفس المصدر الذي أشار إلى أن العملية جرت في ظروف عادية دون تسجيل أي تجاوزات.
وأشار نفس المصدر إلى أن السلطات العمومية تبقى حريصة على إزالة هذه البنايات الفوضوية مع تطبيق القوانين والنظم سارية المفعول في هذا المجال، داعية إلى ضرورة المساهمة في التحسيس حول ضرورة تجنب ارتكاب مثل هذه الخروقات التي تضر بالنسيج العمراني. وتشير ذات الجماعة المحلية إلى أن عليات هدم البنايات الفوضوية متواصلة عبر إقليم البلدية “مهما كانت طبيعتها ومواقعها”.
للتذكير، فقد قامت ذات المصالح شهر نوفمبر المنصرم بهدم 25 بناية فوضوية أخرى ومنع تشييد بنايات عبر خمس قطع أرضية مهيأة للبناء على مستوى الشريط الساحلي بشاطئ “كوراليز” التابع إقليميا لبلدية بوسفر
وقد استفحلت ظاهرة السطو على الشواطئ وتشييد بنايات وشاليهات ، ولاسيما بمناطق بوسفر، العنصر، والتي التهمت البنايات الفوضوية شواطئها، وذلك على مرأى المسؤولين المحليين .وتم اغتنام فرصة انشغال السلطات بمكافحة الوباء، للقيام بإنجاز مبان فوضوية قرب السواحل والمناطق المتاخمة لها، وفي مناطق جبلية صعبة المسالك.
ولا تزال السلطات تتعامل مع الإعتداء على المساحات التابعة للدولة وإقامة بنايات فوضوية دون تراخيص بإجراء الهدم فقط، أين دعا العديد من المتتبعين للشأن الترقوي بوهران لضرورة إدراج إجراءات أكثر صرامة من أجل الحد النهائي لتشييد البنايات الفوضوية وهي المتابعة القضائية أو الغرامات المالية الكبيرة وقيام المواطن الذي شيد المبنى الفوضوي بتحمل تكاليف هدمه، وهي الإجراءات التي من الممكن أن توقف الإعتداء الصارخ على المساحات الشاغرة بوهران، خصوصا أن البنايات أصبحت تقام حاليا بالشواطئ لاسيما بدائرة عين الترك، بينما يحاول أصحابها السكن بها للحصول على سكن إجتماعي أو المتاجرة بها وبيعها لمن فعلا لا يملكون أي مأوى لهم بوهران، في وقت لا يزال العديد من سكان البنايات الهشة بسيدي الشحمي ورأس العين والسانية ينتظرون أن يتم ترحيلهم إلى سكنات لائقة، كما وعدتهم السلطات بعد معاناة دامت سنوات طويلة ببنايات غير صالحة للعيش على حد تعبير العديد منهم.
تجدر الإشارة إلى أن بعض المواطنين الذين يسكنون بالطابق الأرضي للعمارات لاسيما بدائرة بئر الجير أصبحوا يستغلون المساحة الشاغرة الموجودة مباشرة تحت شرف منازلهم لإغلاقها وأخذها وهو ما أدى إلى تدخل السلطات خلال اليومين الماضيين، أين قامت بهدمها بعض فضح السكان للظاهرة المتسببة بتشويه الولاية.