يأخذ القارئ في رحلة إلى تاريخ بورساي الساحلية
“واد كيس ما أنجز وما ينتظر تحقيقه”، هو عنوان للكتاب الجديد للكاتب بقيوي عبد القادر، والذي يعتبر إضافة جديدة للمكتبة التاريخية، حيث افتتح الكتاب بتعريفه بمنطقة بورساي، “مرسى بن مهيدي” حاليا، المدينة ساحلية الصغيرة الواقعة على الحدود الجزائرية المغربية وهي القرية التي أصبحت الآن منتجعا سياحيا لها تاريخ محبب للغاية.
ويتحدث الكتاب عن شخصية “جون لويس بابتيست” التي اعتبرها رائعة وملفتة للنظر، وهو المنحدر من سلالة الاقتصاديين والتجار المفاوضين من مدينة نانت غرب فرنسا، كان من الممكن أن يعيش بين عائلته حياة هادئة وبعيدا عن الأحداث، لكن حسّ المغامرة امتلكه، فانضمّ إلى قوات البحرية برتبة ضابط وقدّم استقالته وشرع في استكشاف الحدود الصحراوية (غدامس بليبيا وورقلة بالجزائر). ولم يكن بابتيست مهتما بالقتال، بل كان يفكّر في تأسيس منفذ كبير على مستوى المغرب الشرقي، خاصة عندما كان هناك حديث عن بناء خط سكة حديدية عابرة للصحراء، أين كان عضوا في مجلس الدراسة التي أنشأتها شركة فريسينيت، ورغم أنه كان عضوا فيما يسمى بالحزب الاستعماري، إلاّ أن أفكاره لا تخلو من انتقاده للنظام الاستعماري لما يراه من ممارساته في شمال أفريقيا، وقد أنفق جون لويس بابتيست ماله في هذا العمل دون أن يحتسب وابتلع ثروته هناك ومات من الحسرة.
وأسهب الكاتب في وصف حبّه لمدينة بورساي التي قال عنها إنها “لا تزرع الشوك ولا تزدهر بغير المودة ولها في الجود باع وفي التواضع شأن وهي بعد ذلك وقبله “جنة البستان”، لذا لا عجب أن يتعلق بها وبتعبير أحد أبنائها، الجميع من سكانها ومن درس فيها أو مرّ بها، أو عمل بها لفترة أو انتقل إليها مرغما أو تعامل مع تجارتها، أو أكل من ثمارها أو صادق أحد أبنائها”.
وسيكون “واد كيس ما انجز وما ينتظر تحقيقه”، حاضرا بمعرض الكتاب المقام بقصر المعارض الصنوبر البحري العاصمة ما بين 11 مارس و20 مارس 2021.